بداية الطريق // بقلم طلعت كنعان
بداية الطريق
أنا أنا ،لست قلما يكتب الحبر جافا، ولست أوراق خريف تجف تحت قبلات الرياح الجاف بصحراء الوحدة والحنين.
أما نحن فلسنا سوى عشاق لقبلات الشتاء، دافئة عذبة ،تماما كوقع حبات الثلج على سطوح مخيمنا، فترتفع أصوات الموسيقى بأدوات عزف ربانية ترفض النهاية.
هنا نشعر بنسمات من الحب و الأحاسيس لا تعشق البعد، وتتراوح برغباتها أمام لوحة الحياة العارية من الأحلام، دون حدود.
نرفض أن نكون أرقاما نادرة بين كتل الحسابات، فقط حتى لا نكون جزءا من معادلة صامتة لا تعرف التقسيم.
نستقبل أحلامنا لنكتب قصصا وحكايات، ونقف شاهدين على قدسية حياتنا، ككل الرحالة الذين فقدوا تعاريج الطريق وحرقوا أسرار الرحلة، وحطموا شراع السفينة.
هناك اختفت خارطة العودة إلى حيث البداية فنسينا نشر جمال وغرابة أغانينا.
ولكنا لم نرفض الفراق قبل موعد اللقاء.
هل نحن الندى حين يتطاير هاربًا أمام الشعاع، ويختفي خلف قوس قزح، دون أن نهمس بأذنيه كلمات لا تعرفها القواميس، صعبة الإعراب ، تخاف عذاب الله، قبل الدخول للجنة.
فيتساقط المطر زخات ناعمة على وجنتي الريح، دون معرفة زمن الهروب إلى حيث تبدأ النهاية أو قد تكون هي النهاية.
مَن يعرف؟
نعرف حتما أن روح الغربة والحياة أبت أن تكون قريبة من أجسادنا الغريقة بالصمت ،والسفن التي أبحرت وحدها وانصهرت بأرواحنا وحلمنا الطويل والضائع.
حلمنا أن للحب تراويح جميلة تقام على شواطئ الهجرة المجنونة ،فتتحول الذكريات إلى روائع من الأدب.
نكتب تقاطيع من الموسيقى، وأشعار غريبة على صوت ناعم، من قبل رحيل الجسد والروح حيث يختبئان من عذاب الدنيا، دون الرغبة بجمال اللقاء.
نحن، أنا وأنت وهم نعيش بمغارة الشوق كجسد واحد، رفضنا أن نكون حجارة الطريق الطويل، دون تذوق حرارة الحب ودون معرفة نهاية القدر.
الحياة يوم قصير تتجمع به الاحساسيس فيزداد قصرا ويودع النهار بليل حالك، تملأه النجوم وعين كبيرة يقال لها ذاكره.
هل هي عيون الأحبة حين تاهوا بطريق الشوق فسقطوا بين الورود كأي وردة.
وهل نحن آخر النقاط بكلمات لم تكتب بعد.
طلعت كنعان
دفاتر عتيقة