إشراقات أدبيةالمقال

آلية الفشل على العقل بقلم الاستاذ محمد هاني السمان

( آلية الفشل على العقل )
ما هو الفشل.. ؟ و ما هو دوره في الحياة..؟ و ما علاقته بالعقل..؟ و هل الفشل يجعل الإنسان أقوى أم أضعف..؟ و هل يعتبر شيء إيجابي أم سلبي..؟ و هل يمكنه رفع درجة ذكاء الإنسان أم لا..؟ و هل كثرته تؤثر سلبا على الإنسان أم لا..؟ و كيف يمكن الاستفادة منه..؟
الفشل لا يعد محاولة أو خطة فاشلة؛ بل هو الوقوع في الحفرة أثناء طريقك نحو الهدف. و أنت الذي تقرر الخروج و التعلم منها أو البقاء فيها، لذا لا تقل عن أي شيء قد فشل فأنت المسؤول عن ذلك، و أنت الذي يستطيع المتابعة رغم كل الصعوبات و التحديات، لذلك عليك أن تعتبره كحفرة حتى تدركه جيدا فلو وقعت حقا لكنت حاولت المستحيل للخروج لأنك تريد العيش، فافعل ذلك مع الفشل حينها سيكون الدافع أقوى للتخلص منه..!
حتى نفهم دوره المبدع في الحياة علينا معرفة أن الآلام و الصدمات القاتلة أحد أصنافه المتميزة، و علينا ألا ننظر إليه على أنه شيء سلبي، فجميع الأشياء السلبية ليست كذلك؛ بل هي إيجابية و هي خير لنا لأن الله جعل أحداث الحياة تسير نحو الأنسب و الأفضل لنا، فلو راقبنا الماضي و تذكرنا منه أحداثا كنا نكره حدوثها لكنها كانت أجمل من ما نريده، لكن الاعتقاد بأنها شر لنا هو من يجعلها سيئة في نظرنا. و لنأخذ هذا المثال البسيط لفهم هذه الآلية : ( تخيل نفسك حين كنت صغيرا أليس كنت تحاول تجربة كل شيء لتدرك ما هذا الشيء..؟ و الآن اعتبر أنك تريد معرفة ما هي الأداة الحادة التي تقطع الخضروات، فتسعى جاهدا للبعث بها لتفهم كيف تعمل..؟ و أثناء التجارب تعرضت لجرح و تألمت بسببها هنا يأتي دور العقل ليخبرك و يعلمك بنتائج أفعالك مما يشكل لديك عدة ردود فعل تجاه تلك الأداة، فمنها أما أن تقرر الابتعاد عنها حتى تتجنب الألم مرة أخرى، أو أن تحاول استخدامها بالطريقة الصحيحة، أو أن تعيد المحاولة تلو الأخرى حتى تعرف استخدامها و غيرها من الردود، لكن الإنسان العاقل الناجح سيختار الرد المناسب.!! فكل هذا الألم هدفه الوعي و الإدراك نحو الأشياء و المحيط بك فأين الشر هنا..؟!! )
إن إحسان استخدام العقل و التفكير في الخطوات و المراحل الفاشلة سيجعلك تجد الحلول لتبدأ بمحاولة جديدة أقل فشلا.!! أي لن تستطيع التخلص من الفشل بدفعة واحدة عليك التكرار، و بكل مرة ستجد شيئا جديدا لا تعرفه من قبل و تتعلمه، و هكذا تستمر العملية إلى تصل إلى المطلوب تماما مثل كمحاولة العالم أديسون لاختراع المصباح الكهربائي فقد تجاوزت محاولاته الألف، لكنه لم يعتبر كثرتها دليلا على الفشل بل اعتبرها طريقة جديدة للوصول إلى الاختراع النير..!
تكمن وظيفة العقل تجاه الفشل في جمع كل المعلومات و التفاصيل الدقيقة المتعلقة بكل خطوة قمت بها و بعدها يقوم بإرسال النتائج لك و يصدر منه الأمر بالتغيير، و التغيير هنا مثل ما يحصل لك بعد تجاوز صدمة ما هذا هو الهدف من تلك الصدمة، و لتجعلك أكثر وعيا و إدراكا للحياة..!
كثيرا ما نسمع بأن الحياة مدرسة، لكن ما الذي جعلها تكون ذلك..؟ أليس الصعوبات و التحديات الموجودة فيها، و أي شخص يدخل المدرسة و يتعلم منها لا يخرج منها إلا و هو أكثر قوة و وعيا تجاه أي درس هكذا تفعل أيضا الحياة، فكن طالبها المجتهد لتحصل على النتائج الرائعة، فهي تساعدك على حتى تصبح أكثر صلابة و قوة، فعندما تكون ضعيفا ستجدها تقسو عليك بشدة، و كل هذا من أجلك لتكون مستعدا لأي شيء قد تواجهه..!
كلما كثرت التجارب و المغامرات كان أفضل لنا و لعقلنا الأولى لأن هناك الكثير من الفوائد التي ستعود علينا، و الثانية لأننا سنصل إلى حالة التدفق، فالتدفق مهم جدا للعقل، فهو الذي يجعله أكثر استعدادا و نشاطا لأي معلومات و أفكار تدخل إليه، و كما سترفع سرعة المعالجة لديه مما يساعد على رفع درجة الذكاء، فمن هذا نستنتج أن كثرة المحاولات لا تؤثر سلبا؛ بل على العكس لها فوائد عظيمة و قد توصلنا إلى الإبداع..!
و أخيرا حتى نستفيد من الفشل أكبر قدر ممكن علينا أن نلغي كلمة الفشل و المستحيل من قاموس حياتنا عندها سنستطيع تحقيق نتائج مذهلة تفوق الخيال كما علينا أن ندع عقلنا يتولى مهمته العظيمة..!

#Hani
بقلم // محمد هاني السمان
#فريق_نهضة_مجتمع

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى