إشراقات أدبيةالخواطرالقصائد

آماسي الشتاء للشاعرة غنوة حمزة

آماسي الشتاء

عندما ودعتُ وطني فقدت
قطعة من روحي
وعندما وجدتك عادت
الروح الي ..
يا وطناً بات يكلؤني …
ها قد عاد الشتاء من جديد
و لازلت أمطر كل شتاء
غيثاً من مهجة الروح
يسقي انتظاري للقائك ..
و لازلت أقبع بين آماسي الشتاء
أكابد برده و قَرَّه
تعصف بروحي ريحُه القاصف
ويشتد شوقي إليك
فأرتديك معطفاً يدفٍِئ برد مهجتي
أغمُرُ وجهي المتعبَ بين حنايا
جوانحك
أبتغي الدفء
من قبسٍ لاح بين أعطاف قلبك
و تعبق بانفاسي رائحة عطرك
مهما غسلتها أمطار الغياب
فلا أملك سوى كتمان الشوق
ومجابهة ما يضنيني من فقدك
و ما ظنِّي به إلا أنه قاتلي
فهل يرضيك ما ألقاه من بعدِك ؟!
أود احتضانك …
حتى يشتعل الرأس مني شَيباً
أو أقضي إلى ما كان من المنون رَيباً
كم أشتهيك أن ترى تلك الدمعة
في عيني المتعبة حين تناجيك
و تنهيدة من صدري المثقل بالحنين إليك
حين يستشري لظاها في جسدي
فتقضُّ مضجعي
و وجع الفراق يتسرب من مسامات الصمت المهيب
ورحيق الذكريات لا يروي الظمأ
وحضن المآقي من الدمع قد امتلأ
رباه قد أوجع البعد خافقي
وبت أعزف لحن الحنين من أقصى أليم الوجع
ما أشقاني أيها النصيب بكَ ؟!
تعال لتلملمَ ما تبقَّى منِّي في كيان الوجود
و أنت يا أمل الماضي
و بهجة الحاضر : أقبلْ
فدمع العين الهب جفني
لعلَّ رجفة أضلعي تهدأ بين ذراعيك .

غنوة حمزة
حكاية شامية 14/12/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى