القصة

أبكيك يا وطني بقلم :”نور الهدى محاني”📝

أبكيك يا وطني
قالت فاتن:”هل أنا في حلم”صفعت نفسها مرارا وتكرارا لكي تفيق ،لكن كان ذلك هباءا ،إنه مكان غريب يبدو قصرا قديما جدا ،تقدمت لسبر أغواره ومعرفة المزيد عنه ،وجدت في ثناياه الكثير من الأشخاص يعيشون في كنفه لما لمحوها كأن الزمن توقف، جمدوا مكانهم يتأملونها لقد كانت كمخلوق غريب نزل من الفضاء وهي تبادلهم نفس النظرة،لقد تمعنت فيما يجول حولها ،كان أول شيء خطفها لباسهم الذي لم تشاهده سابقا ،كانت النساء ترتدي جبة من الحرير مزخرفة بالأزهار وكذلك لباس مكون من قطعتين أعلاها مطرز باللون الذهبي والرجال لباس على شكل جلباب لكنه أقصر له كمام طويلة ويضعون غطاء على رؤوسهم، لقد تملكتني رغبة في معرفة أسماء أزيائهم هل أنا في عرس أو في حلقة للأزياء الغريبة؟؟،لقد رحبوا بي كأنهم كانوا في انتظاري جلست وحب الإكتشاف سكن فكري وقلب كياني وتاق لإخماد صوت الأسئلة التي كانت كالإبرة تخزني ،ثم لفتت انتباهي ساحة القصر الكل قابع في مكان ويقوم بأعمال هناك من يخيط ويطرز وهناك من كان يحمل أشياء غريبة أداة خشبية تشبه الإناء وإبريق من نحاس،لقد كان كل شيء يدعو للغرابة ،لقد وضعت لي أكلات منظرها جذاب في صحون من فخار مزخرف وملون لقد اكتفيت بتبادل معها النظرات ترددت في أكلها وأنا أجهلها وهذا ملتقانا الأول،ثم لاحظت المرأة التي ضيفتني- التي كانت ترتدي جبة مزخرفة كذلك وتضع خمار بشكل غريب -ضياعي ولمست تشتتي وأخذت تعرف لي الأكل أشارت لطبق الأول الذي كان دجاج تلف به كريات لحم وبيض يسمى القاضي وجماعته ،والطبق الثاني لحم مفروم وحمص وفيه تفاصيل جميلة يسمى مفشش في حجر أمه .لم أتحمل منظرهم الجذاب ورائحتهم الطيبة وخاصة أنه اندلعت ثورة الجوع في أحشائي ،لقد شعرت بالراحة دفعتني وحرضتني لأسأل وأتطفل أكثر عن هذا المكان لم أكترث كيف قدمت!ولا كيف العودة!بقدر ما انشغلت بطبيعة هذا المكان ،قلت :أين أنا !
قالت؛أنت في قصر مصطفى باشا
لم أستوعب، هل عدت لمرحلة قديمة هل أنا في العهد العثماني والجزائر لم تمر عليه الحقبة الاستعمارية بعد؟؟؟
قالت :نعم
لم أشعر بالخوف والرعب لم يداعبني الهلع ويلامسني ولا طفيف من الحنين للعودة لأن رأيت فيه الزمن المثالي خاصة لم ولجت عالمه وحدثتني عما كان مبهم في فكري الكراكو والشامسة والعمامة والقشابية والأشياء التي كانوا يستعملونها الببورة والمشفرة والباطنية
لقد سررت بالتعرف لهذه الأشياء، لقد باتت ميتة وغير موجودة حاليا ،وأنا أستمتع وأتلذذ بكل ما أعرفه بأمور عريقة الزمن بهية وجميلة رغم غرابة إسمها وجدت نفسي عدت لسنة 2020 لزمن قتل كل هذا الذي كان ،حتى الأسماء التي نوسم بها لها حلة أجنبية
أين تلك التي كان يتداولنها وردية وعمر ويمينة و وسعدية..
أبكيك يا وطني أبكيك!

بقلم نور الهدى محاني/العاصمة

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى