إشراقات أدبية

أبو العلاء المعري رهين المحبسين// بقلم د.محمد ضباشه عضو اتحاد الكتاب المصريين

 

أبو العلاء المعري رهين المحبسين
د. محمد ضباشه

هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري ، المولود في معرة النعمان بسوريا عام 973 م ، والذي نشأ في بيت علم ووجاهة إلا أن إصابته بمرض الجدري وهو في سن الرابعة أفقده بصره وأصيب بالعمى ورغم إعاقته البصرية لم ييأس المعري فمنذ صغره وهو يدرس الحديث والتفسير والفقه على أيدي قضاة وفقهاء وشعراء من أهله حتى أصبح شاعر وفيلسوف وأديب عربي من عصر الدولة العباسية .
تأثر المعري ب أبو الطيب المتنبي وأبو تمام ، فذهب الى حلب لتعلم النحو على يدي أصحاب ابن خالويه ثم سافر الى بغداد عام 398 هجرية لزيارة دور الكتب والإطلاع على المطبوعات الجديدة في هذا العصر ومقابلة العلماء للاستفادة من علمهم ثم عاد الى مسقط رأسه عام 400 هجرية واعتكف في منزله هو وكاتبه على بن عبد الله بن هاشم حتى توفاه الله عام 1057 م .
من منا لا يتذكر رسالة الغفران للمعري فهو كشاعر كتب اسمه بأحرف من نور في سجل فحول الشعراء في عصره فقد كتب قصائد في الحزن والحكمة والشوق والعتاب والفراق والغزل والهجاء والمدح بالإضافة الى مجموعة كبيرة من المقالات ومن ابداعاته :
_ اذا شئت أن تلقى المحاسن كلها – ففي وجه من تهوى جميع المحاسن
_ أحبك حبين حب الهوى – وحبا لأنك أهل لذاكا
_ رأيت لها بدرا على الأرض ماشيا- ولم أر بدرا قط يمشي على الأرض .
ولما مات وقف على قبره 84 شاعرا يرثونه
أما عن زهد أبو العلاء المعري فقد ذكر في سيرته أنه لم يأكل اللحوم ولا الألبان ولا السمن طيلة 45 عاما حتى نحف جسمه، فخرج عن الدنيا واعتزل الناس وسمى نفسه رهين المحبسين العمى والمنزل وظل عاكفا على التعليم والتأليف عازفا عن ملذات الحياة حتى أنه حرم على نفسه الزواج .
رحمة الله عليه كان واسع الثقافات يعرف الديانات والمعتقدات والفلسفة والتاريخ والتنجيم والتصوف وكان شديد الإيمان بالله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى