أتذكُـــــــريــن بقلم جميلة رغيس
أتَذْكُرين!؟
يومَ أغرقني الحنين،
بعدَ طولِ فُراقٍ واِشتياقٍ
تَرَكْتِني،
خلفَ قُضبانِ قلمي سَجِين!
أَهمِسُ إليه جِراحي،
أُمْلي عَليه كَدمَ السِّنِين.
بِتُّ أَرقُبُ شَكوايَٰ لَــهُ؛
وَبات يَسنِدُنِي بَدَل القَرِين.
رَحَلْتِ!
وّلَم يَلْفِت قَلْبَكِ الذِّي جَنَّ بِي؛
هُــتافـاتِ نَبضِيَ الحَـزين.
أَتَذكُرين!؟
حِين كُنَّــا دَلِيلَ العَاشِقين،
وَكَم أُلِّفَـتْ فِي حُبِّنَـا أَسَاطِيرٌ؛
وَكَم حُرِّرَت بِإِسْمَيْنَا قَصَائِدٌ و دَوَاوِين.
كُنتُ آتِيكِ أَتْلُوهَا عَلَيكِ بِكُلِّ الحَذَافِير،
فَتَقُولِين: گفَاكَ تَشْهِيرًا بِحُبِّنَا
صِرتُ مَحَطَّ السِّين.
وَكَمْ تَسَامَرْنا لَيَالِي وَكَم طَمْأَنْتِ بَالِي!
مِنْ حُمْرَةِ وَجْنَتَيكِ وَصِدقٍ يَعلُو ذَاكَ الجَــبِين.
أَيْنَ اِبْتِسَامَاتِي الآنَ مِنِّي
وَأيْنَ فُرجَة الأَسَارير !؟
ماحسبتُ مصيرها يوما ذكرى للعابرين
أضرمتِ نار العشق بي،
دُونما رأفةٍ أحرقتني،
ولم يرفّ لكِ جفنٌ ولم تدمع لكِ عين.
يَتَّمْتِنِي وَثَكَلْتُــكِ،
فَقَدتُ ذَاتي حِينَ فَقَدتُكِ.
أضْحيتُ هائما في دُجَى ليلٍ رهِين،
باتَ عُمري ينتظرُ الفناء أو لِيَلقى طَيفَكِ،
ضَاقت بِيَ الدُّنيا وَوِسْعَ الأَرَضِين.
وقُلتِ: اِنسني واُمحُ ذكريات عمرٍ معي!
تَرَكْتُكَ الآن لِمَعشرِ نِساءِ العالمين.
لم تُقصِّر في كسرِك أضلعي
وتماديتَ ألفًا وسامحتُ ألفين
قلتُ: أتجرُؤين!؟
يا عبق الياسمين
أَلِفْتُ صَفْحَكِ دَوماً
ولا طاقة لكِ لِلعيشِ دوني
فمَا نَفْعُ الكِبْرِيَاءِ الذّي تُمارِسين
قلتِ: بربّكَ أظننْتَ نفسگ أوكسجيناً
أم جرعة أنسولين
ظَنَنْتُكِ يا جُرحَ قَلبي تَمزَحِين!
أدرِكينِي!
ماذا جرى !؟ ألعنةً أصابت حُبّنا؟!
أم أنَّني سبب الشُّؤم اللَّعين !؟
أحَسِبتِ أنَّهُــنَّ مَلَكْنني؟
شتّان بين نقاء وُدٍّ و هجين!
أتدرين!؟
ما عُدتُ أعرف سبيلا في بُعدِك
للرُّشدِ ،ما دُمتِ عنّي لا تسألين،
عن حالي وأحوالي،
غابت بَسماتي التّي كُنتِ ترسُمين.
أتوق لك ولحبل الوصال،
أتوق لحِين جُنونِك يا ثمرة اليقطين.
إن كنتِ لا تدري ما بي
فمن ذا الذّي يستحق ذا التّدوين؟!
أوديتِ بي في شوارع الدّهر كَلاَجىءٍ.
تُهتُ في زنزانة بين المساجين والمجانين.
لن أقول وداعاً،
فلا زلتِ ملاذي وبخافقي تسكنين؛
ولن أفتأ أخبركِ أنَّما حبي لكِ
خطفني صُدفة وليس بالتَّمرين؛
أُذكريني ولو صدفة بالغيبِ
وسامحيني يا نبض الوتين!
بقلم الكاتبة: جميلة رغيس
الجزائر- وهران