أحتسي الفراغ بقلم: نور الدين بنعيش
أحتسي الفراغ
******
من تكون تلك التي
ظلت هناك مستترة
في ركام الغيم ؟
مصدر عشق هذا
الوجود… !
تنتظرني أضفٍي رضاي
على كل شيئ
في وطني
فتنال هي مكاني
رضا أرضي
ورمال الصحراء..
ولمسة كل حبة
من التراب المسعود
بك أنت المرابطة
فوق كل جسر صدئ
وفي غور كل نفق..
بجمال اسطوري…
يحرس معابر الحدود..!
أهديك لما يسكن
الهزار في الربيع
وينقطع صفير الجندب
في الصيف
دمعة شجر توت
سقطت مضرجة بنسغ
العود
برحيل دودة قز تشرق
تركتها وحيدة على فنن ذاو
تشهق …!
كالمغيب تزداد اصفرارا
فلتغتسلي بها
لتهدأ نيراني المشتعلة
في كل كياني….
ويجف الدمع الجاري
على الخدود
وأهدي أهل قريتي
الضاربة في الازمة
و في العهود
مجاجة النحل …
ونفح الربى ….
وحبا أزليا تناسله
آبائي سُلان
الكرم والجود
ولتعبِّي حروفا وحدها
انكتبت بأنامل الغياب
تضمَّخت بالشجا
أسيفة على القلب
المجلود….
بسياط البعاد
بوحشة ترسل زفرات
الشوق
وحنين الحنين لهوى
يستعبدني…
يعتصرني. …
فصيرَني حبيس مكاني
أحتسي الفراغ
وعصيرا من أوهام
إكسيرها خميرة
من خمائر كروم الجدود
أتحاشى الوقت هائما
مع اللاوقت بشعري
على جناح الرياح الهُوج
مخترقا كل الفضاء
المسدود
من أعلى أعاليه
أذرو كلماتي كعنب
العنقود…
صوب البحر
أتحين همْد الموج
فأغوص بكلي باحثا
بأعين تغشاها العتمة
عن الجوهر المفقود…!
نورالدين بنعيش 08/04/2022