أخبار متنوعةالمقال
أحداث 17 أكتوبر 1961 ودور المهاجرين الجزائريين في الثورة التحريرية
***أحداث 17 أكتوبر 1961 ودور المهاجرين الجزائريين في الثورة التحريرية***
قام العمال الجزائريون في فرنسا بدور جد مهم في تاريخ الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954؛ فقد ظهر بينهم أول حزب يدعو إلى الاستقلال والانفصال عن فرنسا منذ سنة 1926، ذلك الحزب الذي سيتحول سنة 1937 إلى “حزب الشعب الجزائري” وإلى “حركة الانتصار للحريات الديمقراطية” (MTLD)، هذه الأخيرة التي انبثقت عنها ثورة أول نوفمبر المظفرة سنة 1954. وإذا كانت الثورة الجزائرية قد اندلعت على التراب الجزائري المحتل؛ فإن الفئة العاملة في فرنسا لم تكن بمعزل عن تلك الأحداث؛ بل وقفت بكل جدية معها تؤازرها ماديا ومعنويا، وبخاصة منذ إنشاء فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا. وقد واصل هؤلاء العمال جهادهم بالتصدي للغطرسة الاستعمارية بكل الوسائل المتاحة. ومن بين وسائل ذلك التصدي ما وقع في السابع عشر من شهر أكتوبر من سنة 1961؛ ففي ذلك التاريخ اندلعت مواجهات بين العمال الجزائريين المغتربين في فرنسا وقوات الشرطة في باريس. كان ذاك اليوم المشهود الذي خرج فيه العمال الجزائريون رجالا ونساء كبارا وصغارا، متظاهرين سلميا، احتجاجا على المعاملة العنصرية التي واجهوها من خلال قرار السلطات الفرنسية بمنعهم من الخروج ليلا، هم دون سواهم من سكان باريس. كما كان ذلك التظاهر عاملا لإبراز دعمهم لجبهة التحرير الوطني قائدة الكفاح المسلح في الجزائر.