المقال

أحكي يا تاريخ وسجل يقلم: “نورالدين أحمد بامون”

أحكي يا تاريخ وسجل
أحكي يا تاريخ كيف يصبح كل شي مفقود ..
أحكي يا تاريخ كيف كان فيه عز الأب موجود
وكيف حنان الأم دوما ولود
أحكي عن ايام كان الابن بالوالدين
و الأهل يرأف ويتودد ..
و الأخ بأخيه بحنانه ودود
أحكي يا تاريخ عن اليوم الموعود ..
اليوم نتلاقى فيه بربنا الكريم
والملائكة رفقة الكتاب عنا شهود ..
أحكي يا تاريخ عن اليوم المشهود ..
يوم نعيشوه بكرامة و خير ممدود
وعن أبواب الشر لطريقنا مسدود
أحكي يا تاريخ عن اليوم المفقود ..
يوم غفلنا فيه عن مراجعة حسابنا
ودقائق وأيام قطعا لا تعود
احكي عن اليوم نفقد فيه رائحة العبق
و لا شذى رياحين و لا ورود ..
احكي يا تاريخ الحان المقامات
وعن نغمات الناي و عزفات العود
احكي يا تاريخ عن ماضي ممجد للحاضر اليتيم
لذاك الزمن المفقود ..
احكي يا تاريخ واصنع الأحداث
وبصرنا لذلك اليوم المشهود ..
أحكي للأجيال مآثر الرجال أبطال وأشاوس
وليس المستترين بأقنعة الأسود ..
احكي يا تاريخ و انطق بكلمات المخطوط
و ليس لكمات .. وضربات الزنود
احكي عن صانع الصلح والوئام الممدود
في وقت الشدة وتوثيق العقود
احكي و اخبر الكهلة و الأولاد
عن من صف الصفوف و حشد الوفود
احكي يا تاريخ ومجد الماضي الأصيل
للأجيال والشباب منتظرون بيان والتفسير بجواب و ردود
احكي للأجيال من علم و رسم خرائط و حدود
احكي للأجيال من بني القصور و أنجز السدود
احكي يا تاريخ عن صناع المهارة
والإبداع بقوافي .. وحروف و ليس عن الكسالى والقعود
احكي يا تاريخ عن من غرس و فلح
و أنبت له زرعا ونخلا بطلع نضيد ..
أحكي للجميع عن من خان المواثيق؟ و أنكل بالعهود
أحكي يا تاريخ من زور و حرف ؟شهادة بغير الشهود
أحكي يا تاريخ عن من يريد القفز
على الأكتاف بلا مشقة وجهد للصعود
أحكي يا تاريخ عن من تخلف عن الركب المعهود
أحكي يا تاريخ ولا تنسى ليعات الحاسد للمحسود
أحكي يا تاريخ قبل ان ينتهي عمر المرء وسنه المحدود
أحكي يا تاريخ ليعرف ويعترف العالم بالصادق والصدوق
من بين مخلف وخائن العهد الموعود
أحكي يا تاريخ حتى يفتح كل باب للحق الموصود
أحكي يا تاريخ و أفسح الطريق لشباب الموعود
أحكي يا تاريخ قبل إن ترحل
و يطول إنتظار بلا رجعة ..وأمل يعود
أحكي يا تاريخ و ذكر بأحاديث رسولنا الحبيب
وعن قصص رسل وأنبياء الله سليمان .. و دود
أحكي يا تاريخ قبل ان يرحل الخلق
و يكون جميع الناس في القبر الموعود …رقود
يقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون—- ستراسبورغ فرنسا

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى