أحلام عبثية بقلم: جمعة عبد المنعم يونس
أحلام عبثية
……………..
عذرا بائع الكتب القديمة
لم أكن اقصد إطلاقًا أن افقأ إحدى عينيك
لم ارتكب جريمة قط
أو اذهب إلي المخفر
فقط كنت أركل الحظ
بالأمس القريب
كنت أقف هناك
على نفس الرصيف..
ونفس الشارع.
عند بائع الكتب القديمة .
وصديقي
الذي يرتدي حذاءا ً لامعًا
ومعطفا رائعا
ويحمل الكثير من الكتب الجديدة..
يقف بجواري
وأنا أفاصل البائع العجوز..
من أجل الاحتفاظ بثمن وجبة طعام
هرب صديقي .
في غفلة مني…!
رأيته ينعطف يسارًا
حتى افقد أثره..
فلم يكن مني..
إلا أن أركل الحظ..
غيظًا
فطارت فردة حذائي المثقوب..
رغم الزحام الشديد
سقطت فوق رأسه ..
بينما فقأ أصبع قدمي
عين بائع الكتب العجوز.
فأحسست بمرارة الجوع القاسية
وسخونة الرصيف تحت قدمي ..
صرت شاعرا ً
يحمل كتبا قديمة ..وقصيدة جديدة
وأكثر من مائة ألف جرحا..
وماء عين بائع الكتب
الحارقة
أجر أذيال الخيبة
وأعود أدراجي…
حزينا ًحافيا ..
ألوم نفسي.
وأحصي عدد الطعنات المؤلمة والخسائر
أحصي المسافات
والأماكن بحرص شديد
كأني أراها لآخر مرة
برغم أنني لم أرى بائع الكتب العجوز …
أو ذاك الرصيف
منذ أكثر من أثنين وعشرون عامًا
وأكثر من مائة قصيدة..
ومائة ألف حلم
لم أبح به
لأحد ..!
………………
بقلم **جمعه عبد المنعم يونس **
المنيا في الخميس 24 يونيو 2021