إشراقات أدبية

أحوالُ عشقٍ//للشاعر//حسام الدين صبري

أحوالُ عشقٍ
————————————–
مُنذُ عَرفتُكِ

عَرفتُ مَاعلاَقة الرَّبيعِ بِالزَهرِ

ومَاعلاقةُ الشَّمسِ بِالنَهرِ

ومَا علاقةُ الليلِ بِالغُربةِ

ومَاعلاقةُ القلبِ باِلشِعرِ

ومَاعلاقةُ الطفلِ بِأمَّهِ

وما علاقةُ الفروعِ بِالشَجرِ

مُنذُ عَرفتُكِ

عَرفتُ كَيفَ يَكُونُ البُكاءُ

ومَاهوَ تَاريخُ. البُكَاء

وأينَ وُلدتْ أول دمعةِ شَوقٍ

وكيفَ يعيشُ الحُزنُ

عصوراً وعصوراً بِرغمِ العِناقِ

وبِرغم اللقاء

وآخرُ دمعةٍ أينَ سَتُدفنُ

في الأرضِ أم في السماء

مُنذُ عَرفتُكِ

أمشي أمشي خَلف دُخانٍ

أسلُك طَريقَ بَابِل

تَأخُذيني إلى عُمان

أكتُبُ مِئاتَ القصائدِ وتَبقَى

بِلاَ عُنوان

أتَّخذُ آلافَ القراراتِ وأعلِنُ

التَمَردَ والعِصيَان

تمضي شَفتيك علىِ قراراتي

فَيُصبحُ الكُفرُ إيمَان

وأحبُّ السجنَ والسجَان

وأعشقُ السَيرَ خَلفَ ضِيائكِ

أينَ كَان وحَيثُ كَان

مُنذُ عَرفتُكِ

وأنا أُحبُّ انفِرادِي بِذاتي

وأصُبُ على دَفاتِري آهَاتِي

أهدرتُ آلافَ الرِّيشاتِ

ولَم أرسمْ لَكِ لوحةً

وأسألُ الشِعرَ دومًا كيفَ

أزَيُّنُ لَكِ أبيَاتي

مُنذُ عَرفتُكِ

تَغيرت طبيعةُ الأرضِ

وتَغيَّرَ المسَار

لم يَعُد القمرُ قمراً ولم يعُد

المَدَار هوَ. المدَار

وبِرغم أننَا في زمانٍ يكرهُ

الثورةَ والثوَار

ثارَ قَلبي بعدَ سباتٍ

وفي كُل رُكنٍ أشعَلَ نَار

مُنذُ عَرفتُكِ

عَرفتُ كيفَ أخاطبُ الزهور

وماهي لُغةُ الطُّيور

وأينَ وِلدت آخرُ الحُورياتِ

وأضفتُكِ فاكهةً جديدةً

على الفواكه، وعرفتُ

من أي شيءٍ تُصنعُ العطور

مُنذُ عَرفتُكِ

تَغيرت اللُغَةُ العربية،

وخَاطبْتُكِ بِلُغةٍ لاتعرفُها البَشرية

ولاَ ذكرها قبلي التاريخُ

فلا هيَ عربيةٌ ولا هي فارسيةٌ

ولاهيَ هيروغليفية

هي لُغتي أنا، وإرثي أنا

من كُتُب العِشقِ المَنفِية

مُنذُ عَرفتُكِ

كَفَّتِ الدنيا عن قتلِ الأزهار

ومُصادرة الحبِّ فينا وحَرق

كُتُب الأشعَار

لَم تَعُدِ العصَافيرُ حَائرةً في السماءِ

بَاكِيَةً لَيلَ نهَار

أصبحتْ في الصباحِ تُغني

وفي الليلِ ترقُصُ على. الأشجَار

مُنذُ عَرفتُكِ

وأحوالي كُلها استنفار، لم يعُد

سَريرِي يَعرِفُني

لَم تَعُد الدَارُ هيَ الدار

حَلَّت مَواسمُ الوجعِ في أرضي

وكُلَ يومٍ يَضربُني إعصار

وبرَغمِ المَوتِ وبَرغمِ الغَرقِ

وبِرغم هذا الدمَار

أرى وجهَكِ الحالمَ عهداً

جَديداً للإعمَار

مُنذُ عَرفتُكِ

وهذه وهذهِ هي الأحوالُ

شَدَّني المَوجُ فلا رأيتُ شَطًا

ولا رأيتُ رِمَال

يكفينى أنكِ معي في هذا البحر

ليحلو الغَوصَ في شَفَتَيكِ

أضِيفُ على اللؤلؤُ عَينَيكِ

لِيزدَادَ اللؤلؤ بريقًا وسحرًا

و يزدادُ الجمالُ جمَال

فَالبرُّ بدونكِ موتٌ والتَوبَةُ

بَعدكِ كُفرٌ وضلال

مُنذُ عَرفتُكِ

والطقسُ كلُّهُ كلهُ شتاء..

أشواقي شِتاء.. بُكائي شِتاء

حتى لقائي بعينيكِ لقاء

الزَرعِ بِالمَاء

إن فاضَ المطرُ لاتُغلقي النوافذَ

إني بِحَاجَة إلى المطر

وأنتِ بِحَاجَةٍ إلى الشِتَاء
••••••••••••••••••••••••••••••
حسام الدين صبري/
أخر ماتبقى من الشعر

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى