أخر وجع سعيد إبراهيم زعلوك
أخر وجع
سعيد إبراهيم زعلوك
سأخبر الصبح أن يأتي على عجل
وأن يحضر شمسه الزاهية باكراً
ويزيل عني هذه العتمة
ويكسر هذا الملل،
وهذي الهواجس القاسية
التي تعاند نفسي
وتستوطن ذاكرتي
وتشطر روحي نصفين
وتجعلني اكلم نفسي
وتسلب مني الأمل
سأخبر الليل بعد الأن،
أن يكون رفيقاً بي
ان يهدأ قليلاً
فهذا المساء حبيبتي ستأتي
بيننا موعد قد تأخر عن وقته
وكلمات مؤجلة تتنظر لقاء
لكي تخرج من دائرة الصمت المريبة
سأخبر العصافير، والبلابل
أن تكون جاهزة لعزف أسمها
وترتل لحن الحب الذي لقنتها اياه منذ زمان بعيد
وأن لا تخذلني في هذا اللقاء المنتظر
وسأقول للقمر،
يا جميل، لا تغب هذه الليلة
كن شامخاً كعادتك
قق جواري
لا تكن شيخاً عجوزا مثلي يتكفأ الخطي
أمنحنا نورك، كن لنا سراجاً، وهاجاً
ونحن نتجاذب أطراف الحديث
ونقتسم الخبز المبلل بالشاى
ونتذكر كل ما مر بنا أثناء غيبتنا
ونحكي عن كل ما فاتنا
ونحكي عن اوجاعنا، وخيبتنا
وندق أجراس الحب
وننحت فوق جذع الشجرة أسمينا
سأقول للعرافة،
كذبت يا شمطاء
قد كذبت نبؤئتك الأخيرة
ها نحن نلتقي مجددا
ورسالتي لها قد وصلت
وقرائتها عن ظهر قلب
ويداها قد أرتعشت من صدق كلماتي لها
وفرط مشاعري نحوها
وها هي الليلة سوف تأتي
بعد الأن لن يضيع قلبي
ولن تغادر حبيبتي سوى لبيتي
فقد عانيت من فقدها طويلاً
هذا القلب اكثر من مرة كاد ان ينكسر
كاد ان يغرق في بحر الوجع
وليل عتمتي كاد أن يستوطن قلبي
والأشواك لا زالت عالقة بروحي
لن اتركها ترحل
فقد عانيت كثيراً حتى تؤوب
وسأصمد لتبقى
لم يعد لدى متسع من الوقت للعبث، والوجع
فالقلب صار رقيقاً جداً
ولا يحتمل مزيداً من الجراح، والفقد