أدب الجراءة……. بِقَلَم الأديبة عَبِير صَفْوَت
الْأَدَب ؟
هُو هَمْزَةُ الْوَصْلِ بَيْن الْمُجْتَمَع وَبَيْن الْعَوَالِم الأخري ، بِالطَّبْع لَا نَقْصِد عَادَات وتقاليد الْأَوْطَان الْمُخْتَلِفَة أَوْ مَا يَقُومُون بِعَمَلِه ، إنَّمَا الْأَدَب نَافِذَةٌ مُتَّسِعَة لَيْسَ لَهَا شُمُول أَوْ تَعَدَّدَ .
أَدَّاه مُنْفَرِجَة لَيْسَ لَهَا عُمْق أَو مُتَّسِعٌ ، نَحْنُ بِصَدَدِ قَلَم لَهُ كُلُّ الْحُسْبَان ، يَكْتُب الْأَدَب بِصُورَة الْمُخْتَلِفَة ، حَتَّي يَرْتَكِز عَلَيْهِ كُلُّ الفئات وَيَحْتَسِب لَهُ كُلُّ الْعُقُول .
الْأَدَبِ هُوَ بِدَايَة الْحَدَاثَة والتَّطَوُّر ، بِدَايَة الْفِعْل وَرَد الْفِعْل ، بِدَايَة الْجَرَاءَة فِي الْحُبِّ . . فِي الْقَتْلِ . . فِي الشِّجَار . . فِي الْمُقَاوَمَةِ . . فِي الثَّوْرَة . . فِي تَغْيِيرِ الْعَادَات والتقاليد .
الْأَدَب جُنُون وَعَقْل ثَابِت ، الْأَدَب ثَار وَانْتِقَام ، رِسَالَة وَخِدَاعٌ ، الْأَدَب مَعْنِيٌّ الشَّرَف ومعني الوَطَن ، وَالنَّقَاء والْوَفَاء حتي التضحية .
الْأَدَب خِطَاب للبشرية ، يَكْشِف الْحَقَائِق وَيَكْشِف الْغَمَامَة عَنْ الْعُيُونِ ، الْأَدَبِ هُوَ الرَّسْمُ بِالْكَلِمَات ومعني الْإِنْسَانِيَّة ، الْأَدَب بِنَاءٍ أَوْ هَادِمٌ .
الْأَدَب تَارِيخ وَطَن ، عَادَات وتقاليد شَعُوب ، سِمَات عائلات ، أَيْدِيُولُوجِيا مُتَغَيِّرَة متطلعة ، عَالِمٌ مُتَجَدِّدٌ ، عَلاَقات غَيْرِ مَأْلُوفَةٍ ، وثورة مُغَايِرَةٌ رُبَّمَا لِكُلّ الْأَفْكَار .
الْأَدَب رِسَالَة سيتمجد بِهَا التَّارِيخ ، وَالْقَلْم أَمَانَةٌ ستشهد يَوْمِ الدِّينِ عَلِيٌّ حُرُوف طَالَمَا جَرَفَت عُقُول ، وَكَلِمَات طَالَمَا أَوْقَعَت الْآخَرَيْنِ فِي صَائِبٌ أَوْ خَطِيئَةٍ ، لِذَلِك حَفِظُوا عَلِيّ اقلامكم مِثْلَمَا تحافظوا عَلِيّ تُرَاب الْأَوْطَان .
الدَّافِع وَرَاء الْأَدَب /
الْأَدَبِ لَهُ أُصُولُ وَدَوَافِع
أُصُول مِيرَاث عَائِلِيّ ، يَنْبُعُ مِنْ البِيئَة الْأَصْل ، مِيرَاثٌ مَنْ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتُ ، مِيرَاث سَوِيّ صَالِحٍ أَوْ مِيرَاثٍ نَرْجِسِي مَكْبُوت مِنْ قَهْرِ الْآبَاءُ وَالْأُمَّهَاتُ ، مِيرَاث دَفَع الانجال لِتَعْبِير المكبوت وَفَرْض الذَّات عَلِيّ الْمُجْتَمَع .
أُصُول الْأَدَب
مَوْلُودٍ مِنْ عَقْدِهِ قَدِيمَةٌ تَمَخّضَت وَتَشَابَكَت ، اسْتَطَاع الْأَدِيب أَن يَحْتَوِي تِلْك الفِكْرَة ، حَتَّي خَرَجَ بِهَا إِلَيَّ النُّور .
أُصُول أَدَبِيَّةٌ نَاتِجٌ خبرات قَدِيمَةٌ ، أَوْ دِرَاسِهِ وَاعِيَة أَوْ حَبًّا فِي الْأَدَبِ وَالْفَنّ وَالِاخْتِلَاف .
أُصُول أَدَبِيَّةٌ نَاتِجٌ الهواية ، وَاسْتِحْسَانٌ الْإِحْسَاس والاريحية وَاللَّذَّة فِي التَّعْبِيرِ .
أُصُول بِهَا اسْتِكْمَال رِسَالَة الْآبَاءُ وَالْأُمَّهَاتُ .
مُسَبَّبَات نَجَاح الْأَدَب /
الْأَدَب النَّاجِح ، هُوَ الْأَدَبُ الْمُفِيد الَّذِي لَا يَخْتَلِفُ عَلَيْهِ كُلُّ الْمُجْتَمَعات فِي كُلِّ البِلادِ .
إذَا نَحْنُ نَتَحَدَّث عَنْ مَا يَجُوزُ وَلَا يَصْنَعُ بنفوسنا الْخَجَل ، أَو يهاجم السَّلَام ، وَلَيْسَ بِهِ شَائِبَة تَذَكَّر .
الْأَدَب النَّاجِح ، هُوَ الْأَدَبُ الَّذِي لَا يَخْجَل التَّارِيخِ مِنْ ذَكَرَهُ أَوْ الأَجْيَال مِن اقْتِنَاء محفوظاتة .
الْأَدَب يُولَد مِنْ رَحِمَ التَّارِيخ وَدِرَاسَة الْفَلْسَفَة وَعُلِم النَّفْس ، وَعُلِم الطَّبِيعَة وَعُلِم الِاجْتِمَاع وَعُلِم الْأَجْرَام وَدِرَاسَة مَوَادّ القَانُون وَغَيْرِه .
الْأَدَب الصَّائِب ، هُو الْفَنّ وَالْإِحْسَاس بِالْعُمْق وَالتَّحَكُّم فِي الظِّلِّ والنُّور كَمَا التَّحَكُّمِ فِي الْكَلِمَةِ وَالْمَعْنِيّ ، كَمَا التَّحَكُّمِ فِي رَسْمِ الْحُرُوف .
الْأَدَب الصَّائِب يُعَانِق الْقَلَم النَّظِيف الجَادّ فِي قَضَايَاه وَالْحَكِيم فِي تَوْظِيف الْكَلِمَة وَالْمَعْنِيّ وَالْوُصُول للهدف .
الْأَدَب النَّاجِح يُلَازِم شَخصِيَّات سَوِيَّة ، دَائِمًا تَنْظُر لسماء وَتُحْمَد اللَّهُ عَلَيَّ النِّعَم .
مُسَبَّبَات إِخْفَاقٌ الْأَدَب /
يَخْفِق الْأَدَب إذْ صَارَ غَرْفَة مُغْلَقَة ، تَفَرَّغ بِهَا الْمَشَاعِر .
إذْ خَرَجَ مِنْ ذَاتِ غرائزية ، إذْ كَانَ يَرْسُم بِحِبْر مِنْ نَارٍ عَلِيّ أَجْسَاد الْعُرَاة .
يَخْفِق الْأَدَب ، إذ تَجْمَع حَوْلَه شَهْوَة الرِّجَال وَرَغْبَة النِّسَاء ، وَبَرَاءَة الفتايات وعزرية الشَّبَاب .
يَخْفِق الْأَدَب ، إذ هَتْك الْأَعْرَاض ، وَفَتْح الطَّرِيق إمَام الرزيلة وَكَشَف الْمَسْتُور إمَامٌ مِنْ لَمْ يَعْرِفْ .
يَخْفِق الْأَدَب ، إذْ كَانَ أَدَّاه لِتَرْوِيج الجَرِيمَة وَالشَّعْوَذَة وَالشُّذُوذ ، واستهجان الفِكْرَة البزيئة .
يَخْفِق الْأَدَب ، إذْ كَانَ طَرِيقُ لِتَغْيِير الثَّقَافَات وَإِقَامَة الثورات ، وَبَثّ الْفِتَن وَبَثّ سُوءُ الْفَهْمِ المغلوطة وَتَفْصِيل الدِّين .
سَبَبٌ تَنَوُّع الْأَدَب /
هُنَاك بَعْضًا مِنْ الْأُدَبَاء يَتَمَيَّزُون فِي احدي سِمَات الْأَدَب ، قِصَّة شِعْرًا إلَخ
إنَّمَا . . لِمَاذَا التَّعَدُّد ؟ !
التَّعَدُّدِ فِي فُرُوعِ الْأَدَب ، رُبَّمَا هِبَةِ مَنْ اللَّهِ ، تُفرد فِي الْمُقَدَّرَة ، أَوْ غَرَضٍ الْهُرُوب إلَيّ أَدَب آخَر .
التَّعَدُّد لِحُبّ رِسَالَة الْأَدَب ، إنَّمَا لَا يُوجَدُ دَافِعٌ أَكِيدٌ لِتَعَدُّد لَم نلحظة حَتَّي الْآن .
سَبَبٌ تَغْيِير مَسار جِنْس الْأَدَب /
لَا يُقْصَدُ بِتَغْيِير المسار التَّعَدُّد ، إنَّمَا يُقْصَدُ الِانْتِقَال .
مَا الدَّافِع ؟ ! لِيَتْرُك الْأَدِيب إِبْداعِه فِي كِتَابِهِ الرِّوَايَة مَثَلًا وَيَنْتَقِل لِكِتَابِه الْقِصَّة .
رُبَّمَا الْمَرَض ، أَو الزَّهَق أَوْ عَدَمِ الْقُدْرَةِ عَلِيّ مُسَايَرَة الْأَحْدَاث بِتَفَاصِيلِهَا وَفَقْر الْمَعْلُومَات .
يَقْلَع الْأَدِيب عَنْ هَذَا الْأَدَبَ ، إنَّمَا مِنْ الْجَائِزِ أَنْ يَعُودَ إلَيْهِ لَاحِقًا .
سَبَبٌ التَّمَسُّك بِالْجِنْس الأَدَبِيّ /
التَّمَسُّك بِالْجِنْس الأَدَبِيّ ، مِثْلَمَا يَتَمَسَّك الْمَوَاطِن بِوَطَنِه .
الْإِيمَان بِالْعَمَل وَرُؤْيَة الْعَطَاء الْمِثْلِيُّ فِي هَذَا الْعَمَلِ الدَّؤُوب .
مُمَارَسَة الْمَبْدَأ فِي هَذَا الْأَدَبَ .
التَّفَرُّدَ فِي هَذَا الْجِنْسِ الأَدَبِيّ .
حُبّ التَّعْبِيرِ عَنْ الشَّخْصِيَّةِ والاثرا الأَدَبِيّ .
ثَقُل الْأَدَب مُنْذ الصِّغَر /
الدِّين والنشأة وَالْعَادَات والتقاليد وَالثَّقَافَة الْمَرْئِيَّة ، وَالْبُعْدِ عَنْ مَغْلُوط الْأَفْعَال وَالْأَفْكَار وَسِيَاسَة النَّشْأَة السَّوِيَّة ، عَوَامِل تُسَاعِد عَلِيّ نُضُوج الْأَدِيب مِنْ الصِّغَرِ .
الْمُتَابَعَةِ مِنْ لَهُمْ الْأَمْرُ خَارِجٌ الْوَسَط العائِلِيّ .
الِاشْتِغَال عَلِيّ مَوْهِبَة الطِّفْل مُنْذ الصِّغَر .
تَرْسِيخ صَحِيحٌ الْمَفَاهِيم وَاللَّفْظ الصَّحِيح ، وَالْقِرَاءَة وَالتَّطَلُّع وَالتَّعْبِير الْإِيجَابِيّ ، تُسْنَد الْمُبْدِع كَا عُكّاز مِنْ الصِّغَرِ ، حَتَّي يُصَلّ إلَيّ النضوج الأَدَبِيّ .
الْأَدَب الْمُتَأَخِّر /
الْأَدَب الْمُتَأَخِّر ، مِنْ الْجَائِزِ أَنْ يَكُونَ ، ذَات الطَّابَع الْوَاحِد وَالْفِكْرَة الْوَاحِدَة والأسلوب الْوَاحِد ، الثَّقَافَة الضئلية الْوَاحِدَة .
رُبَّمَا التَّقاعُد أَوْ التَّفَرُّغُ ، دَفَع الْمَرْء لِكِتَابِه الْمُتَأَخِّرَة .
الشُّعُور بِالْفَرَاغ الأسري أَو العاطفي .
أَو نَاتِجٌ ثَقَافَةٌ عَمِيقَةٌ تَعَدَّدَتْ فِي مجالات أَخِّرِي .
الْجَرَاءَة الأدبية/
هِيَ كَلِمَاتٌ لَا تُحْمَلُ أَمَانَةٌ الأَقْلام ، تتجراء عَلِيّ الذَّات وَالْآخَر وتتجراء عَلِيّ الْبَشَرِيَّة وَالْوَطَن .
تتجراء وَتُكْشَف فَسَاد الطَّرِيق إمَام الْمُجْتَمَع الْمُكَوَّنُ مِنْ ( نِسَاء وفتيات وَرِجَالٌ ) فِتْنَةٌ مُقْنِعِه .
الْجَرَاءَة الأدَبِيَّة لَيْسَت مُسْتَحَبَّةٌ ، لِأَنَّ هُنَاكَ عُقُول رُبَّمَا تتفهم الْكَلِمَات بشكلها الْخَارِجِيّ وَلَا تقراء بَيْنَ السُّطُورِ أَو عُمْق الْكَلِمَة .
جَرَاءَة الأَقْلام لَهَا مِيرَاثٌ مَنْ جَهْلَاء الأَقْلام ، يَقْذِفُون حِجَارَةٌ مِنْ عَدَمِ الْوَعْي نَاتِجٌ الْجُرْاءة جُرْاءة بِلَا وَعِيّ .
الْأَدَب الاباحي /
دَائِمًا الْكَلِمَةُ فِي مِيزَانِ أَعْمَالِكُم ، ستحطون بِهَا الْفِعْلُ مَقَام الرزيلة وَالرَّغْبَة تُسَاوِي الْجَهْل .
أَحَبّ قلمك كَمَا تُحِبّ نَفْسِك وَلَا تُفَرِّطْ فِي حروفك مِثْلَمَا تُحَافِظ عَلِيّ ذَاتِك الْعَزِيزَة .
اعْلَمْ أَنَّ الْكَلِمَةَ الْعَارِيَّة هِي ذَاتِك الْعَارِيَّة ، الَّتِي سيراها أَقَارِبِك وأخواتك ، وَيَشْهَد بِهَا التَّارِيخ عَلَيْك .
الْأَدَب الاباحي هُوَ صَاحِبُ الفِكْرَة الإِجْرَامِيَّة .
أَنْت تُخَاطَب الْعَاطِل وَالْمُهَاجِر والنازح إلَيّ بِلَادِك ، صَاحِب الْعَادَات والتقاليد الأخري وَالدِّين الْآخَر . أَنْت تُخَاطَب المجرم وَالظَّالِم والمتعالي وَالْمَغْرُور وَالْمَرِيض والعميل وَفَاقِد الْهُوِيَّة .
الْإِبَاحَةُ لَيْسَتْ كَلِمَةً ، إنَّمَا هِيَ تَوْرِيد أفْكَار تُخَصِّص الرزيلة والاجرام وَتَعْمَلُ عَمَلَ السِّحْر عَلِيّ الْعُقُول الْأُمِّيَّة الْبَسِيطَة .
لَا تَكُونُ عنصرا فَاسِدٌ يخصب مَنْ جَهِلَ الجَرِيمَة .
الْأَدَب العائِلِيّ /
نَحْن نُخَاطَب آبَائِنَا وأخواتنا وأمهاتنا ، وشعوبنا وَتَخَاطُبٌ التَّارِيخ ونتعظم بِالحَضارَة .
أُطْروحَةٌ الْكَلِمَاتُ الَّتِي تُفْتَحُ صَائِبٌ الطُّرُق إمَام الْمُجْتَمَع وَتَثْبُت الْعَادَات والتقاليد وَالتَّمَسُّك بِالْحَقّ وَالدِّين ، هِيَ مِنْ أساسيات صِفَةٌ الْكَاتِب .
الْوَصْف بِالْكَلِمَات هُوَ مَا يَنْشَأُ الأَجْيَال ، وَالتَّعْبِير بالهوية ، إشَارَةٌ بمعني حُبَّ الْوَطَنِ .
أَنْتَ رَسُولُ الْكَلِمَة ، وَالْكَلِمَة أَمَانَةٌ بَيْن الْأَيَادِي الأدَبِيَّة .
الْأَدَب العائِلِيّ ، يُخَاطَب الْآبَاء بِلَا خَجِل وَالْأُمَّهَات بِعَفْو وَالفَتَيَات بِرِدَاء مَسْتُورٌ ، والفتيان بِاسْمِ الْحَقِّ وَالضَّمِير .
أَنْت تُخَاطَب الْمَسْؤُول بِالبوح عَن مَشَاكِل الْمُجْتَمَع .
تُخَاطَب الْمُجْتَمَع الْخَارِجِيّ بتوظيف الصَّلَاح الاجْتِمَاعِيّ وَبَثّ فَكَرِه تَحْصُد الخَيْرُ والنَّماءُ بَيْن الْعُقُول .
تُخَاطَب الأوفياء والمكدين الطامحين .
تُخَاطَب الطَّيِّب الْعَطَاء ، تُخَاطَب أَصْحَاب الرِّسَالَة .
وَتَخَاطُبٌ رِجَالٌ الوَطَن الشُّرَفَاء .
تُخَاطَب الْأَطْفَال الَبريئة فِي مَهَّد نَقَاء الطُّفُولَة .
لَا تَكُونُ زُرْعَة بِلَا مَنْبَت
تَهْجِير الْأَدَب /
الدَّافِع لِتَهْجِير الْأَدَب ، هُوَ تَوَقُّفَ الْعَقْلُ عَنْ تَفْعِيلٌ الْأَدَب ، وَالْعَمَل عَلِيّ تَفْعِيلٌ الارتباح مِنْ وَرَاءِ الْأَدَب .
لَا تَجْعَلْ الْأَدَبُ وَسِيلَةٌ لِكَسْبِ الْأَمْوَال ، الْأَدَب رِسَالَة هادفة لَن تَنْتَهِي .
سَطْو الْعَقْل الْحُرْفِيّ وَالتِّجَارِيّ عَلِيّ الْعَقْل الأَدَبِيّ ، سينتصر أَحَدُهُمَا وَيَمُوت الْآخَر ، لِأَنَّ الْأَدَبَ عَطَاء وإحساس معنوى ، وَالْعَمَل عَلِيّ الارتباح أَخَذ وإحساس مَادِّيٌّ بِارْتِيَاح الْجَسَد وَالْعَقْل ، إذ تَمَتَّع عَقْلِك وَجَسَدِك بِالْمَادَّة ، فَلَا مَكَان لِمُتْعَة الْإِبْدَاع الْمَعْنَوِيّ .
يَهْجُر الْأَدَب بِسَبّ سَطْو الرَّغْبَة وَالْحَبّ الشَّهْوَانِي وَتَفَاعُل الْجَسَد بِالشُّعُور الْقَوِيّ يُقْتَل فِطْرِه الْإِحْسَاس بالابداع .
تَغْيِير الأيديولوجيا ، وسطو هَجِينٌ الْأَفْكَار .
تَغْيِير البِيئَة ، تَغْيِير الْمُجْتَمَع ، سَطْو الْفَقْر ، سَطْو الجَرِيمَة ، سَطْو الرَّغْبَة ، الِانْحِرَاف الأخْلاقِي واللامبالاة وَعَدَم الْإِحْسَاس بالوطنية وَازْدِيَادٌ مَشَاكِل الْمُجْتَمَع .
أَوْ بِسَبَبِ الْهِجْرَة إلَيّ عَالِمٌ لَا يُؤْمِنُ بِالْأَدَب .
أَوْ بِسَبَبِ جَوّ بِيئِي عَائِلِيّ سِيئ.
الْإِنْسَانِيَّة وَالشُّعُور بِالرَّاحَة بِلَا مَرَضٍ أَوْ قَلِق أَوْ خَوْفِ ، هُوَ الدَّافِعُ الْأَصْلِيّ السَّوِيّ .
لَا يُجْعَلُ مِنْ الْمِحْنَة وَالْوَقِيعَة وَالْحَظّ السَّيئ سَلَمًا ، يَأْخُذُه نَحْو الِاخْتِلَاف والتالق إلَّا الْأَدِيب الْقَادِر عَلِيّ تَوْظِيف اللَّحْظَةِ فِي الْمَشْهَدِ الأَدَبِيّ .
رُبَّمَا مُعْظَم الْأَشْيَاء مَقْبُولَةً مِنْ أَجْلِ إنْتَاج الْأَدَب إلَّا الشُّعُور بِالْخَطَر ، يَجْعَل مِنْك أَدِيبٌ مُقامِر بخيالة ومتنازل عَن سِمَات التَّصَالُح مَعَ النَّفْسِ .
سيكولوجية بَيْن الْكَاتِب وَالْعَمَل /
لَا يَجِبُ أَنْ يَنْفَصِلَ الْأَدِيب عَنْ عَمَلِهِ ، إلَّا يَتْرُكُه ويتناسي أَمَرَه ، أَوْ يَجْعَلُهُ فِي مَرْحَلَةٍ الْجُمُود ، أَوْ يَتْرُكُهُ مَبْتُورٌا بِلَا اِسْتِمْرارِيَّة .
يَجِبُ أَنْ يتبني الْأَدِيب عَمَلِه ، وَيَجْعَلُه دَائِمًا فِي مَرَاحِل التَّطَوُّر وَالِاخْتِلَاف ، يُسَمُّوا بِه حَتَّي الِارْتِقَاء وَالتَّمَيُّز .
الْأَدَب التفاعلي /
هُوَ الْأَدَبُ الَّذِي يَتَفَاعَل ويتأثر بِهِ الْقَارِئُ حَدّ الانسجام وَالتَّأْثِير وَتَرَك عَلَامَةٌ بخيالة ومشاعرة .
لَا تَكُونُ كالضيف الَّذِي يَأْتِي لِزِيَارَة ويرحل كَأَنَّهُ لَمْ يَأْتِي ، إنَّمَا كُنّ كَا شَخْصٌ يُكْمِل ذَات الْجَمِيع ، وَيَرْبِط بَيْن الأحاسيس وَالْمَشَاعِر وَالْمَسْرُود مِن أَنَامِل الْكَاتِب .
الْحَبُّ مِنْ أَوَّلِ نَظْرَةٍ /
حُبّ الْقَارِئ لِمَا يقراء وَالِاقْتِنَاع بِهِ حَدُّ الْإِيمَان ، هَذَا سَبَبُ نَجَاح الْكَاتِب .
الْعَلَاقَة المتوترة الَّتِي تضغط عَلِيّ الْمَشَاعِر وتغط عَلِيّ أَوْجَاع الْقَارِئ ، هِيَ الَّتِي تزيح الْغِطَاء الْمَكْنُون المختبئ بَيْنَ الذَّاتِ ومشاعر الْقَارِئ .
اعشق الْقَارِئ حَتَّي تَصِل لِمَا يُحِبُّهُ ، واعشق الذَّات وَالْقَلْم ، فَأَنْت رِسَالَة وَقَلَّم مَحْفُوظ بَعْد الْمَمَات .