إشراقات أدبية

أرنـــوب … مــع الثعلــب والحمــام رقم 2 بقلم / صلاح سيف

كان هناك مجموعة من الحمام تعيش في جزيرة على ساحل البحر المتوسط بحديقة غناء عامرة بأشجار التين والزيتون، ويعيشون في سلام وأمان.
قامت أحدى الجماعات بإصدار قرار بإنشاء وطن للثعلب في جزيرة الحمام وبدأ الثعلب يدعو أقاربه من جميع الأنحاء ليكونوا دولة في هذه الأرض، أرض الأقصى والزيتون، ويأملون أن يمتد وطنهم من الفرات إلى النيل، أرنوب يراقب الموقف، ويدعو أهل الجزيرة من الحمام بعدم الاستسلام، وترك وطنهم لهذا الثعلب المكار.
استغل الثعلب طيبة أهل الجزيرة من الحمام وبدأ بالحيلة والخديعة يشتري بعض الأراضي والبيوت والحانات بكل الإغراءات من فقراء الجزيرة إلى درجة أن الثعلب كان، يعادي الحمام إلى درجة أن الحمام اضطر في أحد الأيام أن يترك وطنه ويلجأ إلى بعض البلاد المجاورة.
كان أرنوب يرى الثعلب يقول دائماً للحمام إن الأرض واسعة والجزر كثيرة وعليها أن ترضى بالواقع وإن لم يعجبها فعليها أن تغادر الجزيرة التي كان الحمام يعيش فيها وبدأ الثعلب يهدم البيوت ويبني المستوطنات ويقيم الجدران.
أرنوب كان يحذر بعض قواد الحمام من التفرقة، وكان يقول لهم في الاتحاد قوة، وفي التفرقة ضعف، وكان يقول لهم أهل الوطن هم الذين يدافعون عنه.
أرنوب يبذل مجهوداً كبيراً من أجل حل المشكلة، ولكن هناك من يريد أن تظل المشكلة كما هي لأنه المستفيد الوحيد.
أرنوب يساعد الحمام بكل ما يستطيع رغم أن أهل أرنوب دخلوا حروباً كثيرة من أجل الحمام.
وجاءت الفرصة لكي تتحد فصائل الحمام، ويتم التفاوض المباشر مع الثعلب بوجود المريدين للسلام لحل المشكلة، وتكوين وطن قومي لهم بعد أن تهدم الوطن وظل به الدمار.وتقام دولتان متجاورتان فى سلام
رؤساء وقيادات الحمام على ممر الدهور والأزمان يقدمون لأرنوب الشكر على الوقوف بجانبهم منذ زمن بعيد وفتح المعابر لهم لوصول المساعدات إلى أهلهم المحاصرين.
هل يمكن أن يعيش الحمام مع الثعلب المكار في دولتين مجاورتين في حب وسلام؟؟؟؟ يا رب.. يا رب … يا رب.

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى