أرواح وخيالات بقلم نريمان نزار محمود / كتاب نور انسلخ من عباءة الظلمة
أرواح وخيالات
فكرة لمعت داخل عقلها فجأة كوميض مصباح ، رغبة خفيّة غريبة ، أرادت أن تؤلّف قصّة عن عالم الخيال والخرافة ، أبطالها من الأرواح ، بعيدين كل البعد عن طينة البشر ، ولا يخضعون لقوانينهم الوضعية القاصرة ، حياتهم تسير وفق طقوس حالمة ، أجواء محاطة بهالة من الروحانيّة وتراتيل صلاة سكينة وخشوع ، يتحركون بحرّية يسبحون مع التيار وعكسه ، لكن في نهاية المطاف يجنون ثمارعملهم ناضجة شهيّة ، ينسجون معا ثوب تفاهم وتعاضد وأُلفة .
منهم من يسند ظهرك إذا انحنى دون الحاجة الى البوح أو الطلب ، ولم يكن ذلك السندان الذي يكسره أو القشة التي تقصمه ، ينشرون طاقتهم الإيجابية في الأرض والسماء ، ويزرعون بذور المحبة في بداية الكون ونهايته وبين السطور.
في عالمهم لا وجود لعبارات الألم والحزن وخيبات الأمل وجنون الارتياب ، جميلون بكل تفاصيلهم ، الخير فيهم إلى يوم الدين ، يحبهم ويحبونه .
لكن لكل قاعدة شواذ ، يظهر فجأة شيطان مريد ، يجمع خيوط لعبة الشعوذة والشر بين أصابعه ، يقتل ويحطّم كل ما يصادفه دون أن يطرف له جفن ، أو يتحرك فيه حس ولو قيد أنملة ، عَسسُه ينتشرون في كل مكان كحشرات تمتص رحيق الحياة من براثن الوجود ، بصيرة عمياء بكل ما للكلمة من وزن ومعنى ، لا تبصر الحقيقة البتّة بل تنساق وراء خرافات .
يحاول بشتّى الوسائل تحويل النور والجمال إلى سواد قاتم وبشاعة مطلقة ،لكن هيهات……
فجبروته وغطرسته القبيحة كانت ذلك السهم القاتل الذي صُوّب إلى قلبه فأوقفه ، ومهما طال ليل الظلم لا بدّ وأن يشرق فجر الحرية من جديد .
نريمان نزار محمود / كتابي نور انسلخ من عباءة الظلمة