إشراقات أدبية

أريدك اليوم //للشاعر حسام الدين صبري.

أريدُكِ اليوم
___________________________________
أُريدُكِ اليومَ

واليومَ لن أقبلَ أيُ أعذارٍ

اليومَ لايوماً تمهلُ ولاتَقبلُ

اعتذَاري

اليَومَ يومَ عِناقِ الطيورِ

وموسمِ الأزهَارِ

اليومَ سأوزعُ في عَينَيكِ

ميراثُ الأشعارِ

وأحطُّ على صدرِكِ عشقاً

كما العصافيرُ

تحطُّ على الأشجَارِ

وأُراقِصُكِ طويلاً ومنَ

الصَمتِ والتنهيدِ سَيكُون

نغمي وأوتارِي

وأنشدُ حنيني إليكِ كَما

الشمسُ تنشدُ في النهارِ

اليومَ سأعلنُ احتلالي

وعلى غيرِ العَادةِ

سَأُحِبُ غَزوي واستعمَاري

أنا مُدني من الثلجِ ذابت

وفيها الدِفءُ مقتُولٌ

وعصافيرُها هَاجرت الأوكَارَ

فَادخلي مُدني وغَيَّري المواسمَ

لِعَلكِ تُحييني بِالنَارِ

أريدُ اليومَ السفرَ في عَينَيكِ

مُدن السحرِ والأسرارِ

أنا من شكوتُ الغربةَ كثيراً

واليومَ الغربةُ فيكِ جنةً

جنةً وأنهارُ

وخشيتُ الغرقَ عُمرا وتَقلُبَ

الأمواج وجفَافَ الأنهارِ

ولَم أكُن أعرفُ

أنَّ عَيناكِ هيَ أخطرُ البِحَارِ

أبحرتُ فيهما دونَ يَقينٍ

دونَ أملٍ وعزَّائي

أنهُم قِبلَةُ دفَاتري وأفكَاري

اليومَ لكِ أن

تفرضي طقوسكِ وجنونكِ

أنا مستسلمٌ هذه الدفاتر مُلكي

وهذا هوَ بيتي وهذه هي

حدودي وأسواري

أريدُكِ اليوم أن تقتُليني حُبا

فَالموتُ حُباً

خيرُ من حياةِ الاحتضارِ

اليومَ يومَ تنصيبُكِ على العرشِ

والمُلكُ مولاتي ليس اختيارٌ

قَدرُكِ أن تعتلي عرشَ النساءِ

وتُرثي قواعداً جديدةً

وتُغيري أنتِ المسَارِ

وتصوغي دستوراً يبقى خالدًا

بين العشاقِ

ومذهبًا للصغارِ وللكِبارِ

اليومَ سيخلدهُ التاريخُ

كذكرياتِ المعارك والانتصارات

اليومَ يومَ انتصارِ الحُبِ فإن

كَانَ لِلعِشقِ ثورةً فَهذا اليوم

يومَ الثوارِ

يَسُوقني الشَوقُ إليكِ فلا

تَخافي من جنُوني وإعصاري

فَلَولا الحُبُ

مَاكانَ الجنُونُ بينَنا سُنةً

ولَولاَ مِيلادكِ. مَاخُلقت أمطاري

ولَولاَ الحياةُ بينَ يَدَيكِ تَسرقُني

للَعنتُ زمَاني وأقداري

ولَولاَ العُلاَ في جَبينكِ والشموخ

لَكَانَ سقُوطي وانهياري

ولَولاَ الهُدى في عَينيكِ رسالةٌ

ماكَانَ الشَوقُ وِردِي وأذكَاري

إنى أعلنتُ الحربَ على الدنيا

والظَهرُ عَارِيا

فَكُوني غِطَاءً يَحمِيني وكُوني

وكُوني بِجواري

سأستمدُ من عَينَيكِ قُوتيِ

ومِن شَفتيكِ يُستنُّ سَيفيِ

فَصُبي العِشقَ واسقنيِ

وامنحِيني شَرعيةُ القرارِ

أُريِدُكِ ِ اليومَ

ولكِ أن تَكُونيِ عمراً جديداً

ولكِ أن تكُوني موتي وانكساري
____________________________
حسام الدين صبري

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى