أسير الهوى بقلم الشاعر بكري دباس
أسير الهوى
عَلَيَّ تَوالتْ في الغَرامِ خُطوبُ
وَحالي عَلى مَرِّ الزَّمانِ عَجيبُ
فَوَ اللهِ ما طابَ المَعاشُ بِدونِكُمْ
وقَلبي بِذِكرِ الرَاحِلينَ يَذوبُ
هَجَرتُمْ دِيارَ اللاّهِجينَ بِذِكرِكُمْ
فَلا عَيش مِنْ بَعدِ الفِراقِ يَطيبُ
سَقى اللهُ أياماً رَوَينا بِدَمعِنا
أديماً لأرضٍ ضَمَّخَتها طُيوبُ
ﺃَلومُ زَماني ﻣَﺮَّﺓً ﺑَﻌﺪَ ﻣَﺮَّﺓٍ
ﻭَنارُ اللَّظى ﻓﻲ ﺍلمُقلَتَينِ لَهيبُ
أيا ساكِنينَ الرّوح هذا مَكانُكُمْ
وعاشِقُكُمْ دَربَ الضَّياعِ يَجوبُ
ﺇِﺫﺍ ﻟَﻢ ﺃَطِفْ ليلاًَ عَلى ﻛُﻞِّ مَرقَدٍ
هَلَكتُ ومالي في الحَياةِ نَصيبُ
ألا أبلِغا عَنّي الأنامَ بأنَّني
عَليلاً وَلي ذِكرُ الكِرامِ طَبيبُ
ﺃﺳﻴﺮُ وأرجو الوَصلَ مِمَّنْ عَشِقتُهُمْ
أسيرُ هَواهُمْ هَلْ رَجاهُ يَخيبُ
وتَااللهِ تَسري في عُروقي دِماؤُهُمْ
وَطَيفُ شَقيقُ الرَوحِ لَيسَ يَغيبُ
سألتُ بِشَوقٍ عَنْ جَميلِ خِصالِكُمْ
ﻭفَيضُ دُموعي في العُيونِ سَكيبُ
ﻟَﺤﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻗَﻠﺒﺎً والجَفاءُ نَصيبُهُ
فَهَلْ أمرُ ﻣَﻦْ رامَ اللِّقاءَ عَجيبُ
ﻭَﻟَﻢ أكُ ﺫا ذَنبٍ إذا مُتُّ عاشِقا ً
فَما حيلَتي إنْ لاحَقَتني ذُنوبُ
ﻓَﻄﻮﺑﻰ ﻟِﻤَﻦْ نالَ السَّماحَةَ والرِّضا
ﻭَﻳﺎ خالِقي ﺇِﻧّﻲ ﺇِﻟَﻴﻚَ ﺃَﺗﻮﺏُ
فلا تَعجَبوا للخالدينَ تَزَلُّفي
أليسَ عُزوفُ الهالِكينَ عَجيبُ
أعيشُ بِزُهدي أبتَغي القُربَ طائِعاً
وإنْ طالَ صَبري فَالرَّجاءُ يُجيبوا
بكري دباس