إشراقات أدبية

أضنانى الرحيل ـــ بقلم الأديبة عبير صفوت

مونولوج مسرحى

بقلم الأديبة عبير صفوت
أضنانى الرحيل
الشخوص طفلة صغيرة ، تقف بجوار قبر أبيها ،

تقترب الطفلة تحاَور أبيها الراَحل :
أبى العزيز ، تعدت السنواَت ، وجاءت الذكرى فى حسباَن القدر ، عندما ترضي عناَ السمواَت .

هل تعرف ؟! كم مر عقباَن الرحيل ، وتفاََوت الأوقات والصباح ببهاءه ، والليل بسواده الدامس العليل .

سنواَت يأبى وسنواَت ، إبنتك الصغيرة ، التى هى أنا ، مرت بتلك الأزماَت .

قالوا أن الأم لها العطاء والحب والحكمة ، ولكن تزوجت أمى وقالت :
تحملِ المهاَم ، عاتق وهبة ، يرعاهاَ الخالق ، كما يرعى الشجر والكائنات

أبى ياًمن رحلت ، وتركتنى وحيدة ، انا صغيرتك العنيدة جناَت .

قلبى يأبى يتلفح بالذكرى

لا تكابل من أجلى ، لا للبكاء بعروقك يسرى ، أنتَ الأب الفاضل ، وانا فاقدة الحظ ، أتعذب بالأهاَت .

أحترس يأبى وانتَ تطهى الطعام ، وتغسل الملابس ، وتدفء القلب ، حتى تنعس أبنتك ، فى فراش الأمان تنعس مع الأحلام .

أبى ، هل حقا رحلت ، تركتنى ، أصير بلاَ أماَ بلاَ معانقة الأب ، خلت القلوب من الطمأنينة ، حقا أرانى ، فقدت الثبات .

ماذا تفعل ؟! عيون الفتاة ، وهى تبحث عن العناق يأبى ، ماذا يفعل ذلك الجسد والعقل ، وهما بأرباب ، محنة أسمها الذكرى .

قالت أمى :
لقد كبرتُ .

جدتى التى ترعاَنى ، تقول أننى متينة الفكر ، لأننى أبنتك ، وقد صبرت .

هجرتنى صديقتى وأمى ، ومازلت أبحث عنك فى ذكرايا .

لا أدرك معنى الحب ، لصديقة والصديق ، أين الوفاء يأبى ؟! لا ارى وضوحا لطريق .

كيف لأمى أن تحياً ، عيونها تعشق غير إبنتها ، وأنا يأبى أعيش على عطف الغرباء والعطايا .

ياليت الوجود ماَ برح الطفولة ، بالجلد والعذاب ، لأدرك معنى الأرتياح فقدت نجواياَ .

عشقتك هذه الفتاة ، حين أشعلت الموقد ، وحين تراصت مشاعرى أمام عيناك ، هل أنت أبى ؟! يامن تنثر الحنان ، فى رمز القلوب ، كنت أنت العزة يامن كان لك قلب ملاك .

أحببتك ، وأجيب على كل الأسئلة ، مازالت أحبك ، وأحبك ، وسنتلاقى ونحن الأحبة ، التفح بمثواك .

أبى وفلذة قلبى ، حبيبي ورؤية عينى ، كيف لفتاة ؟! تحب غير أبيها .

لا واللهى يامن ترقد بهذا الضريح ، حرم علياَ الفرح ، ومعانى الهوى .

كنت أتعلم ، وأعيش فى عالم ثانى ، كنت هناك ، حين تتجرد البشرية من الحقد والمراوغة ، والتلاعب ، وا ، تلك الأشياء
التى تلقب بعادات فقدت الأمانى .

ذهب العالم ، ذهبت أمى ، وانا هنا أحدثك ، وانت لا تجيب ، ذادنى الهلع ، الريب أضنانى .

هل تسمعنى ؟! هل ترانى ؟! اخاطب حالى ، أم الجنون أفنانى .

أراك فى مناَمى ، أقبلك ، واكن بين ضلوعك ، تضحك وتبكى ، منفاك الا الود والحنان ، من باطن قلبى ، لن يتجراء يخعلك .

يشتاق الإحتياح اليك، فى غرفتى وحدى ، أتكوم نحو الجدار ، أبحث عنك ، هل يعقل يأبي ؟! ما حدث وما صار

أبنتك جنات لبيبة الوعكة ، والتوحد ، والبكاء وزائف الشعور بالتمجد .

بلاَ أبى ، أفقد وافقد وافقد

الأمل والمستقبل ، ماذا بعدك يفيد الإنتظار

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى