إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق

أظلُّ وأظلُّ بقلم: “نورالدين بنعيش”

أظلُّ وأظلُّ…
******
ومْضة غسق
في البعيد لاحت
يتبع طيفَها
البدْر
فتوسَّلتُ اللْيلَ
أن يأسر أضواء النجوم
لتكون العتمة وطنا
لي وحدي
أنسى فيه سواد ذكريات
حرضَّتِ الشجون عليَّ
إلى أن يأتيَ الفجْرُ
أسقتني من أقداح الحرمان
جرْعات وجرْعات…
تجرًعَ مرارتها طويلا
العمرُ…
أظلٌ وأظل…
أجالِس فراغي
في مأتم الحرقة
أتسلق جبال الأوهام
أتدحرج حتى المنحدرات
مخبولٌ أختلط
عليَّ كثيرا الأمر
فعلمت أن هوايَ
أحرقه الجمر
وما بقيَ منه سوى
الوجع الذي مازال
بِحِبال هواك يُجرُّ
ويُجَرٌ…
فاستسلمت للآلام
لعالم روحي
التي تعمقت فيها
أخاديد الأحزان
أرخي السمع…
إلى كل ما يمليه
عليَّ الفكْر
أحاول بالكاد
مواجهة وقتي
أطفئ في مَنفضة الحيارى
أسئلتي التي احتارت
وهي تسبح معي
في سماء الخيال
تنبش بين طياته
تبحث عن موهومة
غيَّبها عنِّي الدَّهر
كيف لي أنْ أطيق
البعد عن ساحرة ؟
عمَّن انحسرتْ
عن شواطئ قلبي… ؟
كالموج الذي حطَّمه
الصًخْر…
وأنا أركض مرعوبا
وراءها…
أتبع ظلها الهارب مني
وقد نفذ منِّي الصَّبر
أدفع بكفِّي عنه رِيحا
شِيمتُها الغدرِ
عتَّمتْ بعجاجها حُبِّي
الملتحِم بالصَّمت
المكْسور…
المخمور بحسْن جِنِّيَةٍ
مزَّقني هُيامها…
وأفناني الهجْر…
فأضحيت في جحيم
الوحْشة… !
كمحَّار انسلخ قسرا
يُحدِّق في صدفته
الَّتي يقذفها بعيدا
عنه المدُّ
ويعيدها من جديد
! إليه الجزْر…
هكذا دوما دنياي
وأنا
بنا يتسلى على رِسْلهِ
البحْرُ !
بقلم الشاعر نورالدين بنعيش03/07/2021

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى