الخواطر

«ألم الإبن» بقلم المبدعة”جوهرة بوذهبة”

لم أجد بما أعبر عن هذا الشعور المريب فناديت الحروف لتأتيني مسرعة حاملة معها كلمات الألم.. التي تحمل جميع أنواع الوجع و التي تسكن بداخل ذاك القلب الصغير اللين المغمور بكل الحب و الحنان..
أتعلمون ماذا يحمل هذا القلب!
أتعلمون ماذا يمثل ذاك الوجع؟
أتعلمون ما سبب ذاك الألم ؟
إنه ألم الابن… الإبن الذي فقدته أمه…. أمه التي لن تنسى روحا خرجت منها.. روحا خلقت و سكنت أحشائها… لن تنسى ألم و مخاض ولادتها من أجل رؤية تلك الروح التي بداخلها… أما لن تنسى اسمه و تناديه صباح مساء قائلة:
ما عساي أقول ؟
يا عصفوري قد صعب علي فراقك..
و قد احترق القلب شوقا لرؤيتك..
و فؤادي ينادي باسمك..
و الدمع يسيل دون توقف كسيل الأودية..
رحلت و رحلت كل دنياي معك… فلم يعد يبدو لي الربيع ربيعا…. فقد ذابت كل زهوره و ماتت معك يا صغيري….
ما عساي أقول ؟.
غابت شمسك عن سمائي…. فأصبح الكون ظلاما دامس…
غابت كل الاصوات عن أذني…. فلم يبقى سوى صدى صوتك….
غابت كل الصور عن ذاكرتي…. فلم تبقى سوى صورتك..
غابت كل الألوان عن عيني… فلم يبقى سوى لون عينيك…
غابت كل اللحظات بغياب ضحكتك….
ما عساي أقول ؟….
اشتاق حضني لرائحتك العطرة..
اشتاقت يداي لمداعبة شعرك..
اشتاقت شفتاي لتقبيل جبهتك….
اشتاقت عيناي لرؤية ابتسامتك..
ما عساي أقول ؟.
ذهبت و تركت فراغا لا تملؤه محيطات الدنيا..
بعد فراقك أصبح كل شيء بطيئا..
أصبحت الساعات و الدقائق بل حتى الثواني بطيئة حارقة لكل أطراف جسمي..
أصبحت كجثة هامدة تسكنها روح متألمة….
أصبحت لا أبالي بما يدور حولي… فأنا أحس نفسي كعجوز بلغت التسعين تنتظر أن تلفظ أنفاسها الأخيرة..
ما عساي أقول ؟
لماذا ؟لماذا ذهبت بهذه السرعة !
لماذا..!لحظات و كأنك لم تكن هنا.
لماذا؟لحظات و كأنك لم تأتي..
لماذا؟لحظات و كأنك لم تدخل هذه الدنيا..
ما عساي أقول ؟
فراقك آلمني يا غالي….لكن ليس بيدي حيلة….
أتيت و رحلت بمشيئة الخالق…..
طرت بعيداً عن أنظاري الى سماء الواحد…..
ما عساي أقول ؟
أعلم بأنك لن تكلمني… أعلم بأنك لن تأتيني….
أعلم بأنك لن تراني….. أعلم بأنك لن تحتضنني…..
أعلم شيء واحد و هو أنك في أمان….. في أيدي الخالق المبدع….
أعلم أنك في نعيم لا تصفه العبارات..
أعلم أنك في جنة عرضها السماوات….
أعلم أنك ستفتح لي باب جنتك يوم البعث….
أعلم أنك ستكون شفيعي يوم الحساب…
أعلم أنك تنتظرني في مكان لم يخطر في بال بشر… !
انتظرني يا صغيري لأكون معك إلى الأبد… لأكون معك بدون ألم.. بدون حزن.. بدون وجع.. بدون فراق…
فقط انتظرني..!

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى