أمي جنتي بقلم عبد العظيم كحيل
أمي جنتي
اين أنت
يامن تحت قدميك
جنتي
أين غبتي
عواصف الألم تقتلني
أين روحك
اتكون قد عادت
مشتاقة اليك
في سكن الجسد الفاني
روحك تبكي
حال ما تركت
صراع الموتى
مثنى وثلاث ورباع
من العائلة فقدنا
كل الاجساد في الارض
سيأتي يومها
لا بد في بطنها
او تنثر فوقها
او ابتلعها حوت سليمان
كم من الاجساد
وحوش الضواري ابتلعتها
هناك مجاري
للحمها وشحمها ومائها
صراع وصرعة
تصارع بين الاخوة
بين الحق والباطل
عندهم ولو طارت عنزة
اجلكم الله من تحت
الحفاض
او بمعنى آخر الكوش
فيها تفرغ الكروش
لتجري مجرى القدم
لتصل اسفل
يرى مستواه
وهو بالحق يعلم
تأخذه العزة بالإثم
وعلى الوجوه يرسم اللّؤم
وهو اللعين المبتسم
كذب وخداع ورياء
الله خلق الدنيا
لنصتاد بالحق منها
الدنيا هي من اصتادتنا
اوقعنا أبليس في قعرها
لم نتعظ من قصة
سيدنا ابراهيم
وابنه إسماعيل
جمرات ابليس
تُرجم فيما بيننا
الجمرة الكبرى لكبيرنا
الجمرة الوسطى لشبابنا
الجمرة الصغرى لصغيرنا
الارواح بأحسن الأحوال تلعننا..
غاب عنّا ديننا…
علماء تفتي للظالمين…
اسقيناها من مجارينا
ارواح الأجداد…
ارواح الآباء…
ارواح الأمهات …
الأعمام… العمات…
الأخوال… الخالات…
الصالحين منهم
اكيد قد عادت للأجساد
تنام قربها
تنتظر يوم لا ينفع مال ولا بنون
إلا من أتى الله بقلب سليم
هل تسمحين أمي
ان انام بحضنك
معك… ومن سبقونا
روحي معي لا افارقها
سأفرش الورود لها
بظلام القبر.. متر بمترين
بصفائح الخرسانة
للأبد قفلها
والورد للأرواح عطرها
ايقونة لطرد شياطينها
للشيطان وأتباعه
أماكن القذارة عيشها
ان استمتعت في الدنيا
والله سبحانه يقول:
وما الحياة الدنيا
إلا متاع الغرور
اتقِ الله
يا من غرّتك الدنيا
ألف رحمة عليك أمي
لدار الآخرة تجمعنا
اغمضت عيناك
وتوقف قلبك
وفاضت روحك
واستسلم جسدك
اكرام الميت دفنه
وكفى بالله وكيلا
مسلسل العمر انتهى
وقلبك وروحك معنا
لا أعلم الغيب
لربما انت الأعلم بحالنا
ما حلَّ بك وبنا
عبد العظيم كحيل