أنا المُلَوَّعُبقلم : توفيق ركضان القنيطري
أنا الملوعُ المتلهفُ
لدفء حضن حبيبٍ
من بين كل الورى انتقيته..
بعذب الغزل
قمرا زاهيا في سماء الهيام
بألوان قوس قزح
حالماً رسمته..
على عرش الفؤاد
ملكا متفردا متوجاً
بصولجان الخيلاء
بايعته..
أهديته روح عزيزَ قوم
ودرع فارس مخضرمٍ
يأبى الهزيمة
و عند أعتابه دم الشجعان
قربانا قدمته..
لا تعجبو يا من جحدتم
بعقيدة الغرام
من مؤمنٍ هالات الحب
وشاحه..
لمن لا يدرك سهدَ الصبابةِ
بشوق الزهور للندى
أذكِّره..
بحنين حضن التراب
الذي لوعَّهُ الظمأ
و لزخات المطر
أفشى توْقَهُ..
لوحشةِ المُسري ليلا
في صحراء الوجد
يتسارع من ألق المقل الولهى
خفقه..
لمراودة الغدير العاشق
لسلسبيل الماء
ليروي عطشه..
لانكتام صدى التراتيلِ
في معبد الحب
في غياب الصوفي المترنمِ
الذي أصابها البكْمُ من حرِّ البينِ
أنشوداته..
يامن فاضتْ دموعهم شوقا
لِصنوِ روحٍ توارتْ
في غياهبِ النسيانِ طلعتُه..
كَفْكِفو المآقيَ بمنديل الأملِ
فمهما ادلهم ليلُ اللوعةِ
فجرُ الوصالِ له طلوعٌ
حينها يحلو الرضابُ
من ثغرِ الحبيبِ
كنبيذٍ معتقٍ
تُسْكِرُ اللَّهِفَ رشفتُه..
توفيق ركضان القنيطري/المغرب
