أنا_وزوجتي_والنحو #اللقاء_النحوي_الثالث نبيل_سليمان
البارحة .. طلبتُ من زوجتي أن تُعدَّ لي فنجانَ قهوة ، وحينَ قررتْ حضرتُها أن تسمعَ كلامي ، ذهبتْ إلى المطبخِ فوجدتْ أنَّ أنبوبةَ الغازِ قد فَرِغت ، ومن ثَمَّ اقتَرحتْ عليَّ بأن نذهبَ أنا وهي ، إلى مقهىً قريبٍ من البيتِ ، وعلى غيرِ العادةِ قد وافقتُ على ذلك ، بذريعةِ أن المقهى خاصٌ بالعائلاتِ فقط .
ذهبنا إلى المقهى ، وجلستُ أنا وزوجتي ، مستمتعينِ بكوبي القهوةِ الدافئين ، والأمطارُ تهطلُ على النافذة ، كان الجو رائعا .. حتى صرختْ زوجتي كمَن نزَغَه الشيطان !
_ ما بكِ ؟ لم تصرخينَ هكذا ؟!
_ اليوم هوَ يومُ الأحد ؟!
_ أتصرخينَ لأنَّ اليومَ هو يومُ الأحد ؟ أجُننْتِ يا امرأة ؟!
_ لا ، لم أُجَنْ ، ولكنَّ اليومَ هو ميعادُ لقائنا الثالثِ في النحْو ، أم أنَّك قد نسيتَ كالعادة ؟!
_ لم أنسَ ، ولكنْ لن أستطيعَ أن أدرسَكِ في هذا المكان ، أنت تريينَ بعينيكِ وجوهَ الناسِ الشاخصةَ إلينا !
_ وما شأنُنا والناس ؟ أريدُ أن أتعلَّمَ !
_ أجليهِ ليومِ غدٍ ، ثمَّ إنَّهُ لا يوجدُ معكِ دفترٌ تكتبين عليه الملاحظات !
_ يومُ غدٍ تكونُ مشغولاً ، ثم إنَّ الدفترَ موجودٌ معي أينما حللتُ ، إنَّه في الحقيبة .
_ حسناً ، لكنْ بدونِ صوتٍ ، لا نريدُ بأن يطرُدَنا صاحبُ المقهى .
_ لا تقلَقْ يا حبيبي ، ابدأ على بركةِ الله .
_ درسنا في اللقاءينِ السابقينِ ، الحالاتِ التي يكونُ فيها المضارعُ مبنيَّاً ومرفوعاً ومنصوباً ، هل تتذكرينها ؟
_ نعم ، أذكرُها ، وهي ..
_ من غيرِ أن تذكريها ، دعينا نبدأ بسرعة .
اليوم سنأخذُ الحالةَ الثالثةَ والأخيرة من هذه الحالات ، وهي ” جزمُ الفعل المضارع .
_ ومتى يكونُ المضارعُ مجزوماً ؟
_ يُجزمُ الفعلُ المضارعُ إذا سُبق بأداة من أدوات الجزم .
_ وما أدوات جزم الفعل المضارع ؟!
_ هناك قسمان من أدوات جزم الفعل المضارع .
قسمٌ يجزمُ فعلاً مضارعاً وقسمٌ يجزم فعلين.
وما يجزمُ فعلاً واحداً.
[ لمْ – لمَّا – لامُ الأمر – لا الناهية].
لمْ / وهو حرف نفي وجزم ، مثال [ لم أستمتعْ بالقهوةِ اليومَ ! ].
أستمتعْ / فعلٌ مضارعٌ مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون.
لمَّا/ وهي قليلة الاستعمال ، [ حضر الجميعُ ولمَّا يحضُرْ عليُّ ]
يحضرْ / فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه السكون.
لامُ الأمر/ إذا اتصلت بالفعل المضارع، يتحولُ إلى صيغة الأمر ،
[ لِتسمعْ يا نبيلُ كلامَ زوجتِكِ المجنونة ].
تسمعْ: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه السكون.
لا الناهية/ وهي حرف نهي وجزم، نهي على وجه الطلب والاستعلاء [لا ترفضْ أوامرَ زوجتِك يا نبيلُ ].
ترفضْ / فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون.
بالإضافة إلى الأدوات السابقة، فإنَّ الفعلَ المضارعَه يكون مجزوماً كذلك إذا وقع في جواب الطلب.
_ وما معنى جواب الطلب ؟
هو أن يترتب شيء على شيء آخر، يعني أن يُطلب منك طلبٌ ما، فإذا حدث هذا الطلب يحدث النتيجة.
والطلب هو الأمر أو النهي.
[ ابقَ عازباً تكنْ سعيداً في حياتِك ]
تكنْْ / فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون لأنه وقع في جواب الطلب ، والواو حُذفت لالتقاء الساكِنَيْن .
[لا تتزوجْ ، تسعدْ في حياتك ] .
تسعدْ / فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون لأنه وقع في جواب الطلب.
_ أنا لمْ أجبرْك على الزواج مني ، كذلك الفعلُ أجبْركَ ههنا مجزومٌ بلم ، أليسَ كذلك ؟
_ بلى يا زوجتي المشاغبة ، أنا أمزحُ فحسب .
_ وأنا كذلك يا قُرَّةَ عيني ، وما الأدواتُ التي تجزمُ فعلين ؟
_ ما يجزم فعلين هي [ أدوات الشرط والجزم].
أي إذا رأيتِ هذه الأدواتِ ، فإنَّ هناك فعلان مجزومان في الجملة وهما : فعل الشرط وجواب الشرط.
_ وما هما أدواتُ الشرط ؟
_ أدواتُ الشرطِ قسمان :
1. حرفان: [ إنْ – إذما ].
– إنْ : وهو حرف شرط وجزم إذا جاء في الجملة فإن هناك فعلُ شرط وجوابُ شرط وكلاهما مجزومان.
[ إن تدرسْ تنجحْ ].
إن/ حرف شرطٍ وجزمٍ مبنيٌّ لا محل له من الإعراب.
تدرسْ/ فعلٌ مضارع مجزومٌ وعلامة جزمه السكون وهو فعل الشرط.
تنجحْ/ فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ وعلامةُ جزمه السكون وهو جواب الشرط.
– إذما/ وما هنا ظرفية وليست نافية ، وهي قليلة الاستعمال.
[إذما تُراجعْ دروسك تنجحْ].
تُراجع/ فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ وعلامة جزمه السكون وهو فعل الشرط.
ترسبْ/ فعلٌ مضارعٌ مجزوم وعلامة جزمه السكون وهو جواب الشرط.
2. ستةُ أسماء وهي أسماء الشرط.
[ منْ – ما – مهما – أينما – حيثما – متى ].
ويكون إعرابها / اسمُ شرط مبني على السكون ؛ ولها محل من الإعراب ، عكسُ الحرف الذي ليس له من الإعراب .
من/ من يدرسْ ينجحْ.
ما/ ما تزرعْ تحصدْ.
مهما/ مهما يفعل المحتل من أجل أن ينسيَنا يفشلْ .
أينما/ أينما تذهبْ أذهبْ معك.
حيثما/ حيثما تخرجْ أخرجْ معك.
متى/ متى تنوِ الذهابَ أنوِ الذهابَ أنا الآخر .
وكذلك يجزم الفل المضارع إذا عُطف على فعلٍ مضارعٍ مجزوم [إن تدرسْ وتجتهدْ تتميزْ].
حسناً ، وما هي علاماتُ جزم الفعل المضارع ؟
لجزمِ الفعل المضارعِ ثلاثُ علامات:
1. السكون إذا كان الفعل آخره حرف صحيحاً.
[ لم أذهبْ – لتدرسْ – لتقرأْ].
2. حذف النون إذا كان الفعل من الأفعال الخمسة.
[ لم تذهبا – لا تهملوا – لا تقتربي يا فاطمة ].
وأريدُ أن تنتبهي ، أنَّهُ إذا جزمنا الفعلَ المضارعَ المسندَ لواوِ الجماعة فإننا نعوضُ عن النون المحذوفة بالألف الفارقة، للتفرقة بين واو الجماعة والواو الأصلية.
3. حذف حرف العلة/ إذا انتهى الفعل بحرف علة (الواو – الياء – الألف)، مثال [ لم ألقَ – لِتسعَ – إن ترجُ – لم أرمِ ].
فعندَ جزم الفعل المضارع المعتل الآخر ، فإننا نحذف حرف العلة ونعوض عنه ( عن الألف بالفتحة [لم أسعَ] وعن الواو بالضمة [ لم أرجُ ] ومن الياء بالكسرة [ لا ترمِ].
وملاحظةٌ أخرى : لا يجوز في اللغة العربية أن يتلوَ حرفٌ ساكنٌ حرفاً ساكناً آخر، فإذا تُلي الفعل المضارع الذي علامة جزمه بالسكون بساكن آخر، مثل (أل التعريف) نتخلص من الساكن الأول بكسره [من يعاشرِ اللئام].
أما إذا كان الحرف مضعفاً [لم يَعُدَّ – لم يَجُرَّ]، فإننا نتخلص من الساكنين بفتح الحرف الأخير.
وكيف أعربُه يا حبيبي ؟
_ لو قلتُ : [ من يعاشرِ اللئام يأخذْ طباعهم].
يعاشر : فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ وعلامة جزمه السكون المحرك إلى الكسر لالتقاء الساكنين وهو فعلُ الشرط.
و يجبُ أن تنتبهي / إذا تُليت لما بفعلٍ مضارعٍ فهي حرف نفي وجزم.
قُرع الجرس ولم يحضرْ علي.
أما إذا تليت بفعلٍ ماضٍ فهي ظرفٌ لا يعملُ فيما بعده .
لما انتهيت من الدراسة ذهبتُ إلى الملعب .. بمعنى (حين) .
والآن انتهى الدرسُ ، وانتهى كوبُ القهوةِ ، وانتهيتُ أنا أمامَ هذا الجمع من الناس المحدّقِ لي !
_ يا لك يا زوجي ! ، أسعدتَ قلبي وعقلي ، الحمدُ للهِ على نعمتِك .
_ ادعِ اللهَ دائما بأن يحفظَني لكِ إذن !
_ بدأ الغرورُ وحلَّ النفورُ !
_ بل بدأ الليلُ وحلَّتِ العودةُ إلى المنزل ، فاحزمي أمتعتِكِ !
#أنا_وزوجتي_والنحو .
#اللقاء_النحوي_الثالث .
#نبيل_سليمان
أشيروا إلى أصدقائكم لِتعمَّ الفائدة .