إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق
أنتِ يا دنيا بقلم: “عبدالمجيد محمد باعباد”
الشاعر/ عبدالمجيد محمد باعباد
يقول:(أنتِ يا دنيا)
شكـراً لربيَ إذْ أسماكِ لي دهرا
من أي خوفٍ تراني أرفضُ العذرا
من جور أهليك أم من خيفةٍ أخرى؟
أم من تعاليلِ الهوى فمتى يترفقُ
سهيلٌ بأحضان الثرياء واللقاء جهرا
تأسفَ الحظُ في تحديدِ وُجْهَتِهِ
وتأجل القدرُ دهرًا يحتوي خيرا
فتمنع الشكُ والإحراج يسألُها
مَنْ كانَ بالعشقِ قَبْلَ مجيئِهِ أحرى؟
أجابَها الصمتُ قالَ القلبُ حينَ أتَى
ألقى على الذوقِ من أشعارهِ خمرا
سيخبرُ الكونُ ماضَـرَّ الفتى عمرًا
مَن لا زالٓ يصغرُ منها كُلَّما كبرا
نوازفُ الجرحِ يا قلبًا جرحت بها
أأخلفُ العهدَ وإني باللقاء أحرى؟.
قوائلُ البوحِ يا روحًا همتُ بها
أصناكِ بعدي؟ فأبني للهوى جسرا
لن أكتبَ الشعرَ إلا حينَ أجْمَعُهُ
على مُحيّاك يا شاربَ الهَوَى خمرا
من أي جرحٍ تُـرانِي أعزفُ الشعرا
ومن شفتيكِ يُجري عذب ساقيةٍ
منه ارتويتُ هناء النفسِ في السكرا
من يحملون إلى الدُّنيا محبتهم
هم يضمدون تعاليلَ الهوى صبرا
يُجسدون بعمق الروحِ مودتهم
ويُسْكَبُــونَ على أكوابنا شعرا
نحن الذين تَغَنَّى الشعرُ في فَمِهِم
فذابَ الوجد حتى غدا سكرا
فينا العواطفُ تتطغى حينَ نكتمها
فصبرَ الحياةِ وقلبًا عاشقًا صبرا
تلوعت لوعةً فيها مشاعرنا
فكُنتِ أروعَ قلبٍ يحملُ الصبرا
وكنتُ مضمدَ أوجاعي وعافيتي
خيراً لعيشي ولا أطعنُ الظهرا