أنين الوحدة بقلم:”رحاب باباحمو”
تتسائلون أحيانا لماذا الكثير من الأشخاص يفضلون الوحدة والابتعاد عن كل شيء ..على كل شيء ! سأجيب عن ذلك فأنا واحدة منهم .
ببساطة ﻷنهم أشخاص رقيقين …لديهم هاجس كبير وهو أن يخسروا أغلى ما يملك الإنسان”ألا وهي الروح” ….و يتهربون من الأشخاص الذين يحبونهم …و يخافون الخذلان من قبل أعز الناس لهم .
أتذكر آخر مرة كنت فيها سعيدة من أعماق قلبي ، كانت قبل شهور من الآن ، وقد كانت في الأحلام (عندما كنت نائمة )للأسف أعيش أفضل لحظات عمري في الأحلام أو التخيلات التي يستمتع رأسي بتلفيقها ، كنت لا أنتظر صنع السعادة من أحد بل أصنعها بنفسي لنفسي ، على الأقل لن يكون فيها ذلك الصديق الذي يطعنني من وراء ظهري ، أو ذلك الحبيب الذي يخونني ،أو العائلة التي تحطمني، بل يوجد فيها ما أحب فقط …نعم فقط .
لكن حتى هذه التخيلات بات تصديقها لعقلي صعبا ،ففضل الاستغناء عنها .
أفضل الإبتعاد ببطئ و أن يظن العزيزون على قلبي ما يريدون (أكرههم ،مللت منهم …الخ) ، ولكن بالتأكيد سأظل أحبهم ، ﻷني أخاف …نعم أخاف منهم لهذا أتهرب منهم…دائما ما أتخيلهم يسفكون مني الدماء ،ويمزقون تلك العضلة التي في يسار صدري و يخرقونها بأيديهم القذرة وينزعون منها الابهر والدماء تتدفق منه ،لكن غريب ألا يخافون من الدماء! أم أنهم تعودوا على فعل ذلك، والأسوء من ذلك لا يكتفون بفعلتهم تلك بل يواصلون قطع الأوردة والشرايين واحد تلو الآخر دون ملل ، و يستمتعون بذلك كطفل يعد النجوم التي في السماء وعندما يخطأ في التعداد يعيد الكرة مرة تلو الأخرى، تلو الاخرى ،وفي الأخير ينتهي بي بأن أرتطم أرضا ،ويدوي صوت قوي من آثر ذلك … وقد يتسبب في قتل الكثير من الذباب بسبب جثتي الكبيرة ،المسكينة كانت قد تهاطلت على دمائي لتقبلها ، لكن رخيسة هي!.. أم أنها كانت بحاجة إليه ، أجهل ذلك ،ولكن بالتأكيد كانت أحوج إليه مني ،و مع ذلك لا زالت إبتسامة تعلو في قسمات ملامحي ،هل أنا بشوشة بطبعي ؟ أو أنني أبتسم رغم الصعاب ،أو أمتلك قوة كبيرة …للأسف لم يكن ذاك أو ذاك بل ﻷنني أحبهم وقلبي ضرير مما جعلني بما أنا عليه ، مع كل الذي فعلوه بي إلا أنني لا زالت أحبهم ، هل ألوم عقلي على غبائي أو أتحسر على فقدان روحي ، أو أعاتب قلبي على حبهم ،أتسائل أحيانا لماذا لا تقتصر وظيفته على ضخ الدم فقط !
لكن بذلك سنصبح أشبه بالحجر، لاهدف لنا من هذه الحياة إلا تأدية الاعمال الموجهة لنا تماما كالروبوت ،مع ذلك الحمد لله ،على حكمته وبديع خلقه .
و صحيح أن روحي غادرت جسمي ، وقلبي هتك ، وانقطعت نفسي مرات عديدة ، لكن لازالت حية ، قد تجدون ذلك غريب فبذلك انتهكت شروط هذه الحياة ، لكن بالمقابل قد انتهكت أيضاً معايير الانسان بسبب سذاجتي ،وها أنا أعاقب على فعلتي تلك ،اللعنة أعاقب على حياتي التعيسة بالعيش .
هذه من إحدى الأفكار المؤلمة التي لازمتني ولم أستطتع التخلص منها ،هذا ما يخشاه عقلي ، ولهذا يجبر قلبي للخضوع لأوامره ، لكن ماذا لو تمرد وأعلن عصيانه ،بالطبع سأكون أنا الخاسرة الوحيدة ،وسيحصل ما كنت أتهرب منه .
وباﻹضافة أن أصل الانسان هو الوحدة فهو يولد وحيدا (حتى إذا كانو توأم فهما عبارة عن قطعة واحدة )، ويدفن وحيدا . فرفقا يا ناس رفقا !.
-رحاب باباحمو _
الجزائر