أخبار متنوعة
أهلا بالعيد بقلم: “د. بابكر مجذوب محمد”
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا بالعيد
د. بابكر مجذوب محمد
جاء العيدُ أيُّها المسلمون؛ ليرسمَ على الشفاه معانيَ الحبّ، ويشيع في حياة المسلمين جوًّا من الإخاء الصادق، وروح المودة والوئام، جاء اليوم ليذكِّرَ المسلمين بقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يَحِلُّ لمسلم أن يهجرَ أخاه فوقَ ثلاث، يلتقيان فيُعرِض هذا ويُعرِض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)).
نقف اليومَ مع رسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – وهو يُبشِّرنا بفرحِنا بهذا اليوم، وفرحِنا يوم نلقَى الله – سبحانه وتعالى – فيقول – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((للصائمِ فرحتان يفرحهما: إذا أفْطَر فَرِح بفطره، وإذا لَقِي ربَّه فَرِح بصومه))؛ متفق عليه، …للصائم فرحتان: فرحة عند فِطره، وفرحة عند لقاء ربه.
ويوم العيد أؤكِّد على كلمة (فرحة)؛ لأنَّ العيد في الإسلام هو اليومُ الذي يعود، ويفرح به المسلمون، فها هو العيد قد عاد، فينبغي للمسلمين أن يفرحوا؛ لأنَّهم أدَّوْا ما عليهم من طاعة لله ربِّ العالمين.
فها هو العيدُ يعود مرَّة أخرى، ها هو يطلُّ على الأمَّة من جديد، ها هو يكسو المسلِمَ اليوم فرحةً عظيمة، يجدها بين جوانحه، ويعبِّر عنها في هذا اليوم المجيد، فأهلاً بالعيد بكلِّ ما يحمل في طيَّاته من فرحة أهلاً بالعيد، وكل عام وأنتم بخير.
وقد شُرع في يوم العيد الخروج إلى المصلى، وألا يُترك أحدٌ من أهل البيت صغيراً أو كبيراً، ذكراً أو أنثى، حتى المرأة الحائض، ليلتقي الجميع، مهللين مكبرين ذاكرين لله، تحقيقاً لهذه الغاية.
ومن أهم مقاصد العيد، تغيير نمط الحياة المعتادة، وكسر رتابتها الثابتة، ذلك أن من طبيعة النفس البشرية حبها وتطلعها إلى تغيير ما اعتادته من أعمال، فكان العيد مناسبة للتغيير، وفرصة للترويح، لتستريح بعد التعب، وتفرح بعد الجد والنصب، وتأخذ حظها من الاستجمام وما أباح الله، فتعود أكثر عملاً ونشاطاً.
والعيد فرصة لتتصافى النفوس، وتتآلف القلوب، وتتوطد الصلات والعلاقات، وتدفن الضغائن والأحقاد، فتوصل الأرحام بعد القطيعة، ويجتمع الأحباب بعد طول غياب، وتتصافح الأفئدة والقلوب قبل الأيدي.
وتقبل الله منا ومنكم واعاده علي الأمة الإسلامية والعربية باليمن والخير والبركات.
آمين.