أيها العيد بقلم: فتيحة برابح
أيها العيد
أيها الفرح القادم إلينا من زمن سيدنا إبراهيم و الحبيب إسماعيل
و نحن هنا ..
من الواجب احتضانك
و حسن استقبالك بأكاليل النقاء
و نفوح الإيمان
من الواجب التهليل و التكبير
و مشاركة ضيوف الرحمن
طقوس العبادة بالأراضي المقدسة
بعرفات و منى و المزدلفة
و لملمة الحصى و قذف الشياطين
للتّطهر من القذارة والآثام و ذنوب السنين ..
من الواجب أن تدمع عيوننا خشية من النيران و العذاب المهين
فنطوف مع الحجيج بالكعبة و نخلع حب الدنيا من قلوبنا و نتوسل إلى الله بدخول الجنات النعيم ..
من الواجب أن نزور قبر الرسول و نصلي و نسلم عليه أعظم التسليم
و نفخر بالصِّديق و عمر و علي و بذي النورين و حمزة و جميع الصحابة المبجلين ..
أيها العيد !
من الواجب و أنت في طريقك إلينا
أن نفترش لك كل ألوان الأفراح
لكن أعذرنا عن فتور غبطتنا فنحن نعاني من غزو الأحزان في زمن أخرس تخمرت فيه المآسي و تعالت صيحات الأنين ..
بم نخبرك ؟
تعددت الآلام و تكاثرت المحن
هل نخبرك بالجشاعة وبحروب الإبادة و خزي الخيانة و قتل الإنسان لأخيه الإنسان دون تبرير
و بتشرد الأطفال و الأرامل و تسول المنكوبين ؟
أم نخبرك بجوع الفقراء و غلاء المعيشة و ارتفاع الأسعار ؟
هل نخبرك أننا نعاني البطالة و الظلم و الغش و أنواع الاستهتار ؟
هل نخبرك أن هناك مدائن من المساكين يبيتون على الطوى
يحلمون بأكل اللحم من الأضحى
إلى الأضحى ؟
هل نخبرك أن العيون تشتهي الأضحية و لكن اليد قصيرة و العين بصيرة ؟
فالغلاء قطع أرزاق العائلات
صارت النعجة الهزيلة تباع بالملايين فما بالك بالكبش الأقرن و الثور الثخين و النوق الحسان و الجمال السمان ؟
أيها العيد ! رغم المحن
سعداء نحن يميزنا الصبر
على الله نتوكل في السراء و الضراء
سنهز الدنيا بالتهليل و التكبير
و بحمد الله صاحب العرش العظيم
هو المنان هو الرحمن
هو الرزاق
به تُزهر حقول الرحمة
و تجود علينا بالخير و البركة
فيتآلف الأغنياء مع الفقراء
و ترقص القلوب فرحة
في جو التآخي و صلة الأرحام
و تكبر فيه طاعة الوالدين
فينجلي الحقد و البغض و الكراهية
و تصفو الأرواح و تزهو النفوس
تغمرها نشوة العيد الجميل
فما أعظمك يا خير أيام الدنيا
أنت أيها العيد السعيد !
بقلم الأستاذة : فتيحة برابح
الجزائر