أَعْيُنٌ َلا تَنَــــــــامُ” بقلم : تـــامــر إدريــــس
“أَعْيُنٌ َلا تَنَــــــــامُ”
بقلم : تـــامــر إدريــــس
ألا قاتل الله أشواقي إذ أرقتني حضوري ومغيبي؛ تؤرقني بالصبابة كل حينٍ؛ تصهر الذَّر وتثري في أنيني؛ أبعث الآهات في الأرجاء كلها عساي أن أُهَدْهَدَ من مَثِيل في الهوى أو أُبَادَلَ بضُماد الوتين!!.
ضَيَّات من سراك باتت تزورني كخاطف البرق؛ تنير دربي، تثير مهجتي وتزيد في شجوني، أنا المظلوم دوما حال السِّلم وحال الحروب، أنا أسير نبضك المُنْعِش للوجود.
أنا من قَبِلَ الدَّمجَ في ثناياك طوعًا؛ أحيا في خلاياك، وأُشْرِقُ في شروقك، تدميني آلامك، وأَذْبُل في شرودك.
أنا هجينٌ من نسج يديك؛ أموت وأحيا بالتَّبادل دون الأنام، وحِسِّي بجنانك موعود بالخلود.
ألا أيُّها الداعي إلى جنَّات الدِّلِ وحواضر السُّرور، قم فَلَبِّي النداء لتائق قد طلب النعيم ببابك، وكان لزاما لزائرك أن ينال ندى المزور حبورا.
أنا الهائم في بحر الهوى باتِّكال عسى أن أُصَادفَ بالقِرى من جواد أو أُلاقى بطيب الكلام دعاءً من صافي الخُود!!.
طيفه لا يبيح لي السكون سِنَةً، مُوْقِظٌ لخافقي على التحقيق سِمَةً، لا يكاد يُحَرِّرني إلا ويأسرني من جديد، أمري إليه مَوْكُلٌ وقدري بكلتا يديه مَشْكُولُ.
أنت من حَلَّ في جنباتي ضيفًا ثمَّ ما لبث أن أودعني قراره المستطير شَببًا، أنا السجين لديك برغبتي، حريتي من قضبانك لست أرجوها، ووحشتي في منفاك بيسير ندى منك على المدى أصبوها.
أيا عينيَّ جودا ولا تجمدا بحبات لؤلؤك المكنونة؛ أفيضا على كليم النوى بشفاء من ماءٍ غير آسنٍ؛ يُشفِي الجراح ويُجْلِي الرُّوح !!.
أيا لساني المتلذِّذ بذكر خليلك الذي ملأ الآفاق أريجه، ضاعف جهدك من ثناء، ومن دعاء، ومن شبب ، ولا تهن؛ فحتما سيكتب لحرفك في فضاء العشَّاق خلودًا، ولنبراسك في طَّيات التاريخ صمودا!!.