أَلمَطَرُ الأَخيرُ شعر/د. سرجون كرم
أَنا قَطْرَةُ المَطَرِ الأَخيرِ
أَنْهَكَني الرَّمْلُ اللاهِثُ في مَساماتِ الجَسَدِ
الذي يَرْتَديني
وَأَعْياني الإنْسانُ الباحِثُ فِيَّ عَنْ جَنَّةٍ
يُوَزِّعُني عَلَى أَنْهارِها وَحُورِ عِينِها.
لي سُقوطٌ مُغايِرٌ …
وَنَهَمٌ يَبْتَلِعُ الصَّحْراءَ وَناسَها،
أَنْتَهِجُ الفَضاءَ الذي يُدَثِّرُني
مَذْهَبًا بِلا
وَصايا
وَأَكْتُبُ الأَلْواحَ بِشِرْيانٍ
مَفْصُودٍ
يَنْزِفُ داخِلي…
جَوْهَري اخْتِلافٌ
يُتْقِنُ مَنْطِقَ البَرْزَخِ
حينَ يَلْتَهِمُ البَحْرانُ
بَعْضَهُما،
وَيُتْقِنُ فَلْسَفَةَ العَويلِ
حينَ يُدْرِكُ فِرْعَوْنُ
نِهايَتَهُ.
أَنا قَطْرَةُ المَطَرِ الأَخيرِ…
سُورَةٌ مِمَّا تَيَسَّرَ لِسُعالِ
السَّحابِ
حينَ افْتَرَشَتِ الأَرْضُ
أُحْجِيَةَ وَبائِها
ظاهِري مُسْتَحيلٌ
يَأْنَفُ أَنْ يَقْرُبَ واقِعَهُ
وَباطِني بَيْنَهُما
كِتابٌ يُؤَوِّلُ أَسْبابَ
الصُّعودِ
وَقَلْبي لُؤْلُؤَةُ
الخَطايا
في هَذا الجَّحيمِ
المُتْرَعِ
بِالقَصائِدِ.