إشراقات أدبيةالخواطرالنثر

إكسيرُ البلاغةِ !✏ بقلم الكاتبةعهود عدنان نايلة

إكسيرُ البلاغةِ !
حفيفُ تشابهٍ أو تنـافرٍ في ذاكرةٍ مهشّمةٍ من الحكمة المزركشةِ بأعشاشٍ صغار .. هذا الرأسُ فاضَ بهِ واستفاضَ من الحنين، لاشيءَ يشبههُ .. ليسَ لأحدٍ ما له من نجومٍ مهجورةٍ مهجّرةٍ تفضي إليه وحدهُ دونَ تحايا ودونَ عابرينَ.. محطّةٌ ، أجراسٌ ، ينبوعٌ من خطايا الخُطى، شبحٌ بلاحارسٍ، إكسيرُ عطرٍ، قصاصاتٌ كثيرةٌ من كتبٍ مقدّسةٍ ، عطبُ حلمٍ هنا .. وظلّهُ هناك، وليسَ لكَ أن توقفَ ما يزلزلُ كلَّ وترٍ من أعصابِ مفكّرتكَ المثقلةِ بنبيذِ الغموضِ والوضوحِ يعربدُ عن سكينةِ الحمامِ ويهربُ من ضجيجكَ يلتحمُ بتوتّرِ عللكَ الّتي لم تستطع ترويضها في طريقكَ إليكَ أو لا إليكَ أو لا إلى أحد !
أعشاشٌ صغارٌ تصطفُّ على أثرِ الذّكرى التّرابيّة، كلّما يمّمتُ قلبي إلى عشٍّ انفطرَ وهاجَ على هشيمِ الرّائحة المنفيّةِ المسلّحةِ بالدّمعِ والدّمِ والرّيح، تستلُّ عدمَها من عدمها لتكوّنَ خصبًا يتناثرُ على بقاعِ الأرضِ انبعاثًا من رصاصٍ لا يلينُ لكلِّ ما يصطدمُ به من تجعيداتِ الطّريق.. طريقُ البرِّ حصرًا فالخلافُ الدّاخليُّ – الخارجيُّ كانَ دومًا على الجغرافية أمّا السّماء … فالنّوارسُ تحميها من جشعِ السّنديان ! سندياناتٌ كُثرٌ بقاماتٍ عتيدةٍ تمتدُّ لتجدَ لها وطنًا في الأفقِ أكثرَ ألفةً ممّا يقتلعُ لها بقيّةَ جذورها من كفايةِ خرافتها على الأرضِ – الجغرافيا !
تسفكُ الكثيرَ من السّاعاتِ وأنتَ تتأمّلُ حقولاً من شِعاراتٍ هشّةٍ ومناجلَ من أقلامِ الجنودِ، حجارةُ المحطّاتِ تعويذةُ المسافرِ والمسافرُ يحملُ في حقيبتهِ جاردينا وبعضَ البارود، لم يتبقَّ لكَ أحدٌ يشارككَ ليلَ الصّعودِ على درجِ الذّاكرةِ الممحيّةِ على شهوةِ الوطن، على سفحِ راياتهِ ، على اختلافِ مجازهِ، على كنايةِ اشتياقهِ، على علوِّ غيابهِ، على استعارةِ انتظارهِ، لم يتبقَّ من يصدّق كسركَ الممتدّ من جرحكَ إلى جرحكَ فجرحهُ أنتَ وأنت بلا ظلٍّ فوقَ السّماءِ وتحتَ الأرضِ .. أمّا الأرضُ فهي جغرافيا .. والجغرافيا هباء !

عهود عدنان نايلة
15 -تمّوز-2020م
الأردن – سوريا / الإمارات

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى