المقال

إلا رســـــــــــــــــــــول اللـــــــــــــــه بقلم: “محمود احمد الورداني”

لــــــــــــذو الألبـــــــــــــــــــــــــاب الـــــــــــــــــواعيـــــــــــــــــــــــــــة …
***** إلا رســـــــــــــــــــــول اللـــــــــــــــه *****
( حـــــــــــــــــرب الكـــــــــــــراهيـــــــــــــة )
بســــــم الله الـــــــــــــرحمــــــــــــــن الــــــــــــرحيـــــــــــــــــــــــــم ..
السيدات و السادة أعضاء صفحتي المتواضعة و أعضاء المجموعات المشتركة بيننا جميعاً :
السلام عليكُم جميعاً و رحمة الله و بركاته ..
و السلام على من أتبع الهـُدى ..
قبل ذي بدء أُحب أن أُنبه إلى أن هذا الموضوع و هذا المقال ليس موضوعاً عادياً ولا منشوراً عابراً كالذي نمُر عليه مرور الكرام ولا نقرأ ولا نتأمل ما فيه ، لإن هذا المقال يخُص إنساناً هو أرقى و أنبل و أعظم ما في هذه الحياة كُلها و هو رجُلاً غير كُل الرجال الذين قد سمعنا عنهم و قرأنا و تكلمنا عنهم ، و هو خاتم الأنبياء و المُرسلين و هو الهادي البشير و السراج المُنير لهذه الأمة بأسرها ، ألا و هو سيدنا و حبيبنا و شفيعنا و ناجينا و قائدنا و مُعلمنا [ محمد ] صل الله عليه و سلم و صل الله على جميع إخوانه من النبيين و الرسُل أجمعين ، و مهما سطر قلمي و تكلم لساني و نبض قلبي بحُبه [ عليه الصلاة و السلام ] و لكل من سبقوه من الأنبياء و الرسُل فلن أوفي حقه و حق قدره في هذه الكلمات و هذا المقام ، الذي نحن فيه و ندون ما يحلو لنا من كتابات و أفكار و خواطر و أشعار و هذا الزخم من المعلومات الصحيحة و المغلوطة و جميع ما يجلو بخاطر كل منا من مشارق الأرض و مغاربها سواء كُنا عرباً أو أعراق أخرى و بلاد أخرى غير وطننا العربي أو عبر باقي دول هذا العالم من مختلف جنسياته و ألوانه و أديانه و أعماره و ألسنته ، لذلك أرجو من الجميع في هذه الرقعة من هذه الأرض و على هذا المنبر المفتوح بأن يتأمل و يقرأ هذا المقال لعل من يكون منا مخطئ فيعترف بخطأه و من منا على صواب فيزيد الله إيماناً مع إيمانه و ليُحق الله الحق و لو كره الكافرون .
فإنني قبل تلك الساعة التي أكتب فيها هذا المنشور ، كنت أبحث عن بداية قوية و هامة لنشر هذا المقال و هو ( حرب الكراهية ) ، و كنت في بادئ الأمر سوف أتحدث عن هذه الحرب البشعة و هذا الصراع الشنيع الذي يتصارع فيه الإنسان من أخوته من بني الإنسان – سواء كان رجُلاً أو إمراة – بلا وعي أو تدقيق و يقتُل و يسرق بلا أدنى فكر أو تعميق أو سبب الذي من أجله يُشعل فتيل هذه الحرب الشنيعة و يدق طبول الذعر و أجراس الخوف لمن حوله من هؤلاء البشر ، هذا الإنسان و تلك الحرب الموصومة بنا قد تحتاج مني لعشرات بل و مئات من الصفحات و الكتابات كي أتحدث عنها و أتكلم عن أسبابها و دوافعها و نتائجها ، ليس فقط في عصرنا الحالي بل و على مدار تاريخ الكون منذ فجر الإنسانية و إلى هذا اليوم الذي نحن فيه ، و كل يوم و كل ساعة نسمع و نقرأ و نرى سواء عبر هذه الشاشات العنكبوتية و مواقع التواصل الإجتماعي و أجهزة الإعلام بشتى أنماطها ( التليفزيون و الإذاعة و الصحف و المجلات و الدوريات ) عن أسباب و أساليب جديدة و أشكال أخرى عن هذه الكراهية ، منها التنمُر على بعضنا البعض و الحقد و الحسد و النفاق و غيرها من الضغائن التي يُكنها البعض لنا و المكائد المدسوسة بين كل الناس و في كل ميدان و مكان ، سواء في العمل أو في المنزل أو بين الأقارب و الجيران بل و هُنا أيضاً عبر تلك التكنولوجيا الحديثة تنقل لنا صوراً مزرية و فيديوهات مرعبة من صنوف تلك الكراهية تُشعل الرأس شيباً من هولها و تجعلنا أن الساعة أو يوم القيامة قد أوشك على الحضور في الوقت القريب ، و هو ما نراه في الحروب الدامية على إمتداد التاريخ و على مر العصور سواء في العصور الفرعونية و البابلية و الأشورية و البطالمة و الرومان و المسيحية و اليهودية و الإسلامية و إمتداداً بعصور النهضة و التنوير و حتى في تلك الأيام ، نسمع مثلاً عن صراع الزوجات و قتل الأبناء و الأباء و الأغتصاب و الحرق و السرقة و البغاء و غيرها من الموبقات و الكبائر التي تقشعر بها الجلود و الأبدان عند قراءتها و رؤيتها ، و من يقرأ فصول التاريخ كاملة و يقرأ في الأدبيات و يُشاهد تلك الأعمال الفنية – سواء كانت أعمال درامية أو سينمائية أو مسرحية – و حتى صراعات بين المواد العلمية و العلماء و غيرهم و أرباب الفكر و الصناعة و أيضاَ الرياضة و الطب و غيرها من هذه الأشياء ، تبقى حروب الكراهية و على شاكلتها هي الأساس و اللبنة الحقيقية لكل هذه الصراعات المدمرة و نحن على ذلك من الشاهدين و المتفرجين ولا نفعل أي شئ سوى هذه المشاهدة البعيدة و نسينا قول الرسول الكريم [ من رأى منكم منكراً فليُغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و هذا أضعف الإيمان ] صدق الرسول الكريم ، و لكننا لا نفعل ما أمرنا به الرسول ولا حتى في الكتب السماوية ( القرأن الكريم و التوراة و الأنجيل ) ، و نسينا و تناسينا الوصايا العشر الذي أوصى الله بها موسى [ عليه السلام ] في العهد القديم و ما أمر الله المسيح عيسى [ عليه السلام ] في كتاب الإنجيل و ما أنزله الله على نبينا و حبيبنا محمد [ عليه الصلاة و السلام ] في القرآن الكريم و سُنته و أحاديثه الشريفة ، و لعل هذا المقام لا يتسع لذكر المزيد من الأيات الكريمة و الأحاديث الصحيحة التي تدلنا على الحب و الصدق و التسامح و تُبغض لنا الكراهية و الحقد و التنمر و غيرها من تلك الأفعال القبيحة ، و لعلي سوف أذكر بعض منها في مقالات لاحقة بإذن الله قريباً إن شاء الله .
و لعل البعض سوف يتحدثون لي و يقولون عن ما بدأت به مقالي هذا عن الرسول الحبيب محمد [ صل الله عليه و سلم ] و ما سبب كتابتي هذه البداية الطويلة عن حرب الكراهية و الصراعات بين كل البشر ، و لعل السبب الرئيس في كتابة هذا المنشور الهام هو ما رأيناه و سمعناه عشية السبت الماضي على جميع وسائل التواصل الأجتماعي و شاشات اليوتيوب و التليفزيون ما ذكره القس الحاقد [ زكريا بطرس ] على نبينا و رسولنا محمد [ عليه الصلاة و السلام ] من إفتراءات و إدعاءات كاذبة و باطلة بلا أدنى أي شك في بطلانها و إنحلالها على الرسول الطاهر الشريف و تعديه عليه و على كتاب الله [ القرأن الكريم ] و تكذيبه و شتمه و إهانته للرسول [ عليه الصلاة و السلام ] و أفترى عليه بأن هذا القرأن – و حاشا لله و رسوله ذلك – بأنه قد سُكر و سطل و أنه قد أفترى و أدعى بأن القرأن ليس من عند الله و كم من لغط و لغو على الرسول و على كتاب الله و ظل يحاول و يوقع و يحتال بين معاني القرأن الكريم و يفتري على النبي الكريم بأشياء ليست فيه و يستشهد بأيات من القرأن و هو ليس بفاهمها أو مدركها أو حتى يعلم أسبابها و أسباب نزولها و خاصة سورة الجن و ظل طوال هذه الحلقة في المزايدة على التطاول على الرسول الكريم بدون إدراك أو فهم و هو ما يثبت أنه – أي زكريا بطرس – رجل جاهل أحمق عديم الخُلُق و العقل ولا يعرف ولا يفهم أي شئ سواء عن الدين الإسلامي أو حتى الدين المسيحي الذي يزعُم الإيمان به ، و أن النبي محمد ( صل الله عليه و سلم ) رسول الله أُنزل عليه القرأن الكريم و أنه أشرف و أعظم خلق الله أجمعين بشهادة أعدائه قبل أحبابه ، و من يقرأ كتب التاريخ يراجع – على سبيل المثال لا الحصر – حديث هرقل الروم مع أبو سفيان بن حرب حين سأله هرقل عن النبي و أوصافه و صفاته ، و يقرأ حديث الوليد بن المغيرة – وهو من ألد أعداء الرسول و يقرأ السيرة النبوية الشريفة و يقرأ عنه المستشرقين و غيرهم ، و لعل ما حدث في هذا السبت الماضي ليس بجديد من إفتراء و تخبُط في الرسول الكريم في ذاته و صفاته و شخصه و غيرها من تلك الأفعال الخسيسة ، و كلنا سمعنا ما حدث للرسام الدنماركي الذي أساء للنبي و حاول رسمه و عرفنا بعد ذلك كيف أنتقم الله منه و غيره من المسيئين للرسول ، و لو هؤلاء و أولئك قرأوا القرأن الكريم جيداً لعرفوا أن الرسول [ صل الله عليه و سلم ] قال الله فيه { و إنك لعلى خُلُق عظيم } و قال أيضاً { و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } و قال الرسول عن نفسه { ما بُعثت بشتاماً أو لعاناً و إنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق } ، و لو تأملوا القرأن الكريم جيداً لوجدوا أيات كثيرة تدحض فكرهم و كلامهم عن الرسول منها قوله تعالى { أم يقولون إفتراه قُل إن إفتريته فعلي إجرامي و أنا بريء مما تُجرمون } و قال أيضاً { و إذا تُتلى عليهم أياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقائنا إتِ بقُرأن غير هذا أو بدله قُل ما يكون لي أن أُبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيتُ ربي عذاب يوم عظيم } صدق الله العظيم ، فكيف أيها الحاقد الجاهل و يا أيها المدعون و الطاعنون يكون رسولاً و نبياً بهذه الصفات و هذا الخوف من الله و تقولون عليه و على الله ما لا تعلمون ، و إنني في الحقيقة أندهش و أستغرب من هؤلاء و أولاء الذين يهاجمون ديننا الحنيف و رسولنا الشريف و هو النبي الوحيد الذي يفعلون معه هذه الحرب الشرسة و هذا الصراع البغيض منذ زمن ليس ببعيد و حتى في هذا العصر الحالي و مع أنه مثله مثل غيره من إخوته من الأنبياء و الرسُل مثل أدم و نوح و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و يوسف و موسى و هارون و عيسى و غيرهم من الأنبياء – صلوات الله عليهم و سلامه عليهم أجمعين – أليس هذا النبي الذي بشر به موسى و عيسى و غيره من الأنبياء و المرسلين قال تعالى في سورة الأعراف على لسان المؤمنين { الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهُم في التوراة و الأنجيل يأمُرهم بالمعروف و ينهاهُم عن المنكر و يُحل لهم الطيبات و يُحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم فالذين أمنوا به و عزروه و نصروه و أتبعوا النور الذي أُنزل معه أؤلئك هم المفلحون , قُل يا أيُها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له مُلك السماوات و الأرض لا إله إلا هو يُحي و يُميت فأمنوا بالله و رسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله و كلماته و اتبعوه لعلكم تهتدون } و غيرها من الأيات الكريمات التي تدل على نبوته و صدقه و رسالته ، ألا يكفي لأؤلئك الشرذمة من إدعائهم بأن الله – عز وجل – و حاشا لله – بأن له ولد و هو المسيح بن مريم ثم رجعوا و قالوا إن الله هو المسيح بن مريم ثم قالوا إن الله ثالث ثلاثة و غيرها من الإفتراءات الكاذبة على أنبيائه و رسُلُه ، و قد كذب الله و رسوله و كل الأنبياء و الرسُل و خاصة عيسى [ عليه السلام ] كل هذه الأدعاءات و الأفتراءات المغلوطة عندهم في كتاب الإنجيل ، و من أراد أن يُصدق فليقرأ سور النساء و المائدة و أل عمران و مريم ليعرف الحقيقة منهم ، و لو المجال ليتسع لذكرت جميع الأيات المذكورة في هذا الشأن عن قصص الأنبياء و ولادة عيسى [ عليه السلام ] و قصة مريم العذراء و لعلي أذكُر بعضها في مقالاتي عن عيد ميلاد السيد المسيح و عيد القيامة منذ زمن قصير ، و لسوف أنشر بعض منها في تلك المناسبات الدينية في موعدها قريباً بإذن الله .
و قبل أن أختم منشوري المطول – كعادتي الدائمة – فإنني أحب أن أقول بأني قد كتبت هذا المقال و أطل فيه متعمداً ليس فقط بأني إنساناً و رجُلاً مُسلماً أؤمن بدين الإسلام و أؤمن بنبينا محمد [ عليه الصلاة و السلام ] بل أيضاً بجميع الرسالات و الأديان السماوية الأخرى و هي المسيحية و اليهودية و أؤمن بكل الأنبياء و الرسُل أجمعين ، و أن عندي إخوة و صديقات و أصدقاء مسيحين من جميع أنحاء العالم العربي و الدولي بل و لي أم مسيحية و هي غائبة عني الأن لكنها حاضرة معي بروحها و قلبها و تشجيعها الدائم لي ولا أعرف أين ذهبت ولا أين مكانها الأن أ في هذه الحياة الدنيا أم في العالم الأخر و هي ليست أمي الحقيقية التي أنجبتني للدنيا و لكنها بمثابة الأم الحقيقية و الصديقة المخلصة لي و هي لو كانت معي الأن لردت مكاني هي و أصدقائها و أبناؤها على هذا الكاذب المدعي و الأحمق زكريا بطرس و رده لعقله و لصوابه ، لإنها تعرف ديننا الحنيف و أخلاقه و أصوله برغم بأنها مسيحية و من أرض عربية لكنها تعرف جيداً من نحن المسلمون و تعاليمنا و أخلاقنا ، و أيضاً أشكر كل من قام بالرد على هذا السفيه المعتوه و أشكر إخواننا المسيحين على ردهم على هذا الأبله و حافظوا على قوام الروح الوطنية و المعرفة الإنسانية المقدسة بيننا و بينهم و أقام الدنيا عليه و لعل هذا القس مخبولاً أو مخموراً ولا يعي ما يقول و لسوف تأتي عليه ساعة و يقف أمام الله – عز وجل – الواحد الأحد يسأله العفو و المغفرة و هو وحده – سبحانه و تعالى – كما قال في كتابه العزيز { ليجزي الله الصادقين بصدقهم و يُعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفوراً رحيماً } .
و أختم هذا الحديث الطويل بتلك الأيات البينات من القرأن الكريم …
بســــــــــــــــــــــم الله الـــــــــــــــــــــــرحمـــــــــــــــــــــــــــــــن الـــــــــــــــــــــــــرحيــــــــــــــــــــم
{ يُريدون أن يُطفئوا نور الله بأفواههم و يأبى الله إلا أن يُتم نوره و لو كره الكافرون ، هو الذي أرسل رسوله بالهُدى و دين الحق ليُظهره على الدين كُله و لو كره المُشركون } .
{ إن الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الأخرة و أعد لهم عذاباً مُهيناً }
صـــــــــــــــــدق الله العظيـــــــــــــــــــــــــــم
و إلـــــــــــــــــــــــــــــى لقــــــــــــــــــــــــــــاء قــــــــــــــــــــريب بـــــــــــــــــــــــــــــإذن الله ….
وفقكـُــــــــــــــــــــم الله جميعــــــــــــــــــــاً و السلام عليكُـــــــــم و رحمــــــــــــــــــة الله و بـــــــــــــركــــــــــــــــــاته …
هكــــــــــــــــــــذا أنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا و هكــــــــــــــــــــــــــــــــــذا علمتنـــــــــــــــــــــــــــــي الحيـــــــــــــــــــــــــــاة …
مــــــــــــــــــــع أصــــــــــــــــــــــدق تحيـــــــــــــــاتي للجميــــــــــــــــــــع / عــــــــــــــــــــاشق الكلمـــــــــــــــــــــــــــــات / محمود احمد الورداني

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى