(إلى ابني بعدَ زمان) شعر/هنيبعل كرم
سيأتي زمانٌ
تَرفعُ فيه فوق جبينِ الدّارِ حذاءً
ورثتُهُ أنا عن جدّكَ
بفخرِ حصانٍ عادَ من الحربِ وحيدا…
فيهِ قليلٌ من التّرابِ وصورُ أصدقائي
وقلمٌ يخُطُّ دربًا لأرواحِهِم
إلى الضِّفافِ الشَّريدة…
أنتَ لا تعرفُ أصدقائي،
فَزَمانُكَ فصولٌ تموتُ فيها الحكايات…
أصدقائي… تلْقاهُم في غاباتِكَ المُظلمة،
في دروبِك المؤلِمة،
في صَليلِ الرّياح،
في لَظَى الأحرار،
في مواويلِ الّذينَ لم يُلقوا أسماءَهم
للنّومِ تحتَ جَوارِبِ القصيدة…
أصدقائي وجوههم خضراء،
أسماؤهم شُهبٌ… كأشرِطَةٍ
زيّنتْ رماحَ “الأباتشي”
في الرّحلةِ إلى الجبالِ البعيدة…
سيأتي زمانٌ
يغنّي فيه قلبك للرّاحلين إليَّ:
هللويا … هللويا… هللويا
لم نزلْ نقاتلُ يا أبي
رغمَ المَواخيرِ التي فُتِحتْ في البلادِ
للقضيّه…
للكلابِ، للعبيدِ، ولِلعِباد…
هللويا… هللويا… هللويا،
لم نزل نقاتلُ
مَنْ مَشَينا إلى الحربِ باسمِه…
كان مشغولًا بالعشبِ في حديقةِ البيت
كَي لا يزعجَ أحذيةَ نَسْلِهِ المُخيف،
يعلنُ للصُّحُفِ الجهاد…
وكان شرفُ الأمّةِ كلِّها
وَمِيضُ ضَوءٍ… بينَ إصبَعِك
والزّناد…