إلى قرتي العذراء …بوشكاب بقلم الشاعر صابر شباط
إلـــى قـــريتي العــذراء…بوشكاب
لـ صابــــر شبـــاط
ديــــــــاري أيتهــــــا العــــذراء
جئــت أعـزيـــــــــــــــــك…
لعلــــه ينفـــع العـــــــــــــــــزاء
جئت والحزن يعصرنــــــــي..
والذكــــــرى تقتلنـــــــــــي…
والأمــــــــل والـرجـــــــــــــــاء
جئـت… فصمت يرهبني
فهــــــــم يطردنـــــــــــي
فخيبــــــــــــــة فبــــــــــــــــلاء
جئت أعزيك فــي مجـــــد
فــي أب قتلـــــــه الأبنــــــــــــاء
جئت….
فلم أسمع كعهـــــدي خريـــــــــرا
ولم يطـــب لــي الهــــــــواء
لم أرى حمامات ولا يمـــــــامات
ولم اجد غزلانـــــــا ولا ضبـــاء
بوشكاب… يا أرض طفولتــــي…
ويا مهد فتــوتي… يا خضـــــراء
كأنما ذهبت الريح بأفراحك
وكأنما طلـــق أرضـك البهـــــاء
وكأن الطيـر سجنت بعيــــدا
1
فلا بلابل ولا صفير ولا غنــاء
هنا …لاصبا لا عشق ولا هوى
ولا قلــب يفرحــه اللقــــــــــــاء
لست أرى سو ى وحشــــــــــة
وطـلل تذبحه ريح هوجـــــــــاء
أين التفـــاح والزيتــــون؟…
أين الحديقــــة الغنَـــــــــــــــــاء؟
أيـــا لهفتــــــي…
على بهجة ربيعية اغتالها الشتاء
أيا لوعتي على غضَات الأفنان
والمراعـــــي باتت جـرداء
على ليال ملاح أغتالها الصمت، سأبكي
علـــه يشفينــي البكــــــــــاء
بوشكاب…سأرثـي ماضيــــــك…
فبعض الرثــــــــــاء شفــــــــــاء
جئتــك وزادي كلمـــات…
جئت ودمعـــي ألف ويـــــــــــــاء
جئت أدفــــن طفولــتي و أعانق صباي
جئت أبكي الصبــــــــــح والضحى والمســــاء
جئــــت أواسيك….ب:
يا حسرتــــي عليك يا عــــــذراء
2
هـــذه قريتي …هــذه ديــــــــــاري
وهناك من راحوا وهنا من جاءوا
هكـــذا تمســـي، مساؤهـــــا …
صبـاح وصباحهـــــا مســــــــــاء
كعجوز إشتعــــــــــــــلت شيبــــــا
بعدما كانـــــت حسنــــــــــــاء
هذه دياري وهذا أنا…وهنــا كنت احلــــم وأطيـــــــــــــر
فلا الريح كانت تمسكنــــي ولا السمــاء
هذه ديــــــاري كانـــت…
ضاحكة كأنها جنَـــة حــــــــوراء
فلماذا أكلمــــها فلا تجيب؟!
ما أنا أصمَ وما هي خرســــــــــاء
أنا لم يعد لــــي غيـــــــــر…آه…
آه… قريتـــــي يفترسها الفنـــــــاء
أنا جئت أعزَي وبعد قليـــــــــل…
سأرحل وترحـــــل معـي الأنبــاء
و سأبقى أغني مالبقيت …
تلكـــــم ديـــــاري… كانت عـذراء
3
صــــــابر شبــــــــاط
ما شاء الله