إِلَـى لُـغَـتِـي وَ قَـوْمِـي ( البحر الوافر ) شعري : محمد رحيمي لفسيسي ( من المغرب )
دُمُوعُكِ فِي ظَلاَمِ اللَّيْل تَـهْـمِـي
أَيَـمْسَـحُ دَمْعَـكِ الْمَسْكُـوبَ نَظْمِـي ؟
تُـنَـافِـسُـكِ اللُّـغَـات ُ بِـكُـل ِّ أَرْضٍ
تَـكِـر ُّ عَلَى ضِــيـَـائِـك ِ كُلَّ يَــوْمِ
فَكَيْـفَ أَذُودُ يَـا لُغَـتِـي بِـحِـبْـرٍ
وَقـَدْ صَنَـعُـوهُ مِـنْ وَبَـرٍ وَ فَـحْـمِ ؟
لَعـمْـركِ إِنّـنِـي مَـا زِلْـتُ فَرْخاً
وَلـَيْـسَ لَدَيَّ مِـنْـقَـارٌ كَـخَـصْـمِي
إِذَا غَـرَّدْتُ لاَ يُـجْـدِيـكِ شَــدْوِي
و َإِنْ حَـارَبْـتُ لاَ يُـجْـدِيكِ سَـهْـمِي
جِـبَـالُ الْأَطـْلَـسِ الـشَّمَّاءُ صَارَتْ
يَـدَيَّ ، وَ هِمَّتِي ، وَ دَمِي ، وَ عَزْمـِي
ذَهِ الْـبََـيـْضَـاءُ صَارَ بـَيَـاضُهَا فِي
دَوَاخِـلِ مُهْـجَـتِي ، و َعُمْقََ جِسْمـِي
تـَحُـث ُّ عَلى التَّـسَـامُحِ فَوْقَ أَرْضٍ
وَ كَمْ تـَدْعُـو إِلَـى حُـبٍّ وَ سِـلْـمِ
فَـكَـيْـفَ وَقَدْ خَـبَـرْتُ النَّاسَ طُرّاً
أَدُق ُّ بُـيُـوتَ عـُمْــيَــانٍ وَ صــُمِّ ؟
وَاَصـْنَعُ مَـسْـبَـأً فِي كُـلِّ طَـوْدٍ
وَأَنـْحـثُ صَـخْـرَةً فـي كُـلِّ خُــمِّ
أَنَا الْقـَلْـبُ الْمـُكَـبَّـلُ بِـالْـحَـنَايَا
أَنَآ ذَاكَ الْـجَـنِـيـنُ بِـبـَطْنِ حُلْـمِــي
أُرِيد ُ الضَّـادَ فِي أَرْجَـاءِ كـَـــوْنٍ
فَـهـَلْ لأَِحِـبَّـتِـي هَـمٌّ كَـهـــَمِّـي ؟
أَنَا الْمـَفْـتُـون ُ إِنْ وَثِـقـَتْ بِحُبِّي
أُطَـارِدُ حُـلْمَـهَا بِـجِـيـَادِ حِـلْـمــِي
يـُقَـالُ عَلى الـمَنَـابِـرِ (دَرِّجُوهَا)
لـِنَـرْسـُم َ فَتْحـَة ً بِـمـَكَـانِ ضــــَمِّ
تـُحَطُّ عَلى الْقَـوَامِيـس ِ الـْمَرَايَا
لِيُـنْشَرَ أَنَ حَرْفَ الـضَّـادِ يَــعـْمِي
يَـقُـولُـونَ اللُّـغَى لِلْـكَوْنِ قَادَتْ
وَذِي – وَاللَّه -ِ مَا صَلُحَتْ لِــعِـلْـمِ
أَمُـنْـتَـصِرٌ أَنَا الْمَـهـْزُومُ يَـوْماً
وَ قَدْ وَاجَـهْـتُ أَعْدَائِي وَ قَـوْمِــي ؟
قَدِ انْقَرَضَتْ عَـقَـارِبُ مِنْ جُحُورٍ
وَ حَــلَّ مَـحَلَّـهَا أَبْـنــَـاءُ عَــمِّــي
فُـؤَاد ُ عَـدُوِّنَا يَـهْـمِـي بِـحـِقْـدٍ
و َقَـلْبُ حَلِـيـفِـنَـا يَـهْـمِـي بِسُــمِّ
و َعِـنـْدِي كـِنَانَـتَانِ ، وَلِي نِبَالٌ
إِذَا رَمَـيَـا بِـنِـيـرَانٍ ، سَــأَرْمـــِي
سـَئِـمْـتُ ، الدُّعـَابَـةَ لاَ تَـقُـــلْ
مَـجـَلاَّت ٌ تـَذُودُ عــَنِ الْأَهَــــــمِّ
تُـمَـثِّـلُ في الْمَسَـارِحِ أَلْفَ دَوْرٍ
أَلاَ يـكْفِي ؟ وَ تَـصْنَـعُ أَلـْفَ (فِيلْمِ)
تُريـدُ الـشَّمْـسَ لاَمِعَةً ؟ فَعُذْراً
فَكَمْ فِي الْجـَوِّ مِنْ سُحُبٍ وَ غـَيْـمِ
فَـهَـيَّـا ، قَدْ حَمَلْتُ السَّيْفَ ، هَيَّا
هَـلـُمَّ إِذَنْ ، هَلُـمُـواْ ، هَـلـُمِّـي
بِلاَ لـُغَـةٍ فَـنَـحْـنُ بِـغَـيْرِ جِذْعٍ
بِـلاَ لُــغـَةٍ فَـنَـحْنُ بــغـَيْـر ِ أُمِّ
وَأنْـتُـمْ فِي مـَكَـاتِـبِـكُـمْ نُجُومٌ
وَأنْـتُــنَّ الْـكَـوَاكِـبُ حَـوْلَ نَْـجْــمِ
لَـكُـمْ فِـكْـرٌ ، لَكُمْ قَـلَمٌ وَحِبْرٌ
وَ قِرْطَاسٌ ، وَ أَنْـتُم ْ أَهْــلُ فـَهْـمِ
فَـكَـيْفَ الضَّادُ مَازالَت ْ تُعَاني
بِهَذَا الْكَوْنِ ، مَنْ وَيْــلاَت ِ ظـُلـْمِ ؟
لِوَحْدِي مَا استطَعْتُ أَخِي ، فَإِنِّي
لَـمُـحـْتَـاجٌ إِلَـى سَـنـَد ٍ و دَعـْمِ
شعري : محمد رحيمي لفسيسي ( من المغرب )
07/02/2020
تَهِمي : تسيل – تَكِرُّ : تهجُمُ – أَذُودُ : أُدَافِعُ – يُجْدِيك : ينفعُك – طُرّاً : جميعاً – الَمسبَأُ : الطريق في الجبل – الطَّوْد : الجبل العظيم – الْحَنَايَا : الضُّلُوع – الْحِلْمُ : الأنَاةُ وضبط النفس – الْكِنَانَةُ : جعبة صغيرة تُجْمَع فيها النِّبَال .