اثر الضغوطات النفسية علي الجسد بقلم/لطيفة محمد حسيب القاضي
اثر الضغوطات النفسية علي الجسد
بقلم/لطيفة محمد حسيب القاضي
الضغوطات النفسية هي تراكم قدرٍ كبيرٍ من المشكلات التي ليس لها حل وتراكمات متنوعة أخرى ،الأمر الذي يؤدي إلى العديد من المشكلات المستعصة. إن الغضب والتفكير السلبي والضغط النفسي عوامل مدمرة لصحة القلب والجسد، لذلك أمرنا الإسلام بالابتعاد عنها.
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب لأمر من أمور الدنيا إلا عندما تُنتهك حرمة من حرمات الله تعالى؛ فكان رضاه من أجل الله وغضبه من أجل الله. فكان رسول الله صلوت الله عليه من أسعد الناس وأكثرهم استقراراً وطمأنينة. وضرب لنا أروع الأمثلة في ذلك.
ولم يكد يمرّ يومٌ على رسول الله إلا وتحدث معه أحداثٍ تدعو للغضب والانفعال والتوتر النفسي ولكننا لم نعلم إنه غضب مرة واحدة إلا عندما يتعدى أحد على حدّ من حدود الله.
فقد كان النبي الكريم يعالج كل مشكلة بهدوءٍ وأناة، الأمر الذي جعل الناس يدخلون في دين الله أفواجاً ؛ لذلك مدحه الله في كتابه المجيد فقال في حقه:
“وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم” القلم: 4
ومما لا شك فيه فقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن التوتر النفسي، والضغوط، والغضب هي عوامل مدمرة لصحة الإنسان، وقلبه وقد تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل السرطان، ويعتقد الباحثون أنه على الرغم من أن ممارسة التمارين الرياضية، وإتباع حمية غذائية جيدة وغيرها كلها من العوامل ذات أهمية حيوية لصحة القلب إلا أن للعوامل الاجتماعية مثل السعادة والإحساس بالرضا، والكمال، والعمل من أجل هدف في الحياة. بدورها تؤثر تأثيرًا إيجابيًا على صحة الإنسان. إن النبي الكريم كان يأمر أصحابه أن يرددوا عبارة مهمة تعبر عن الرضا، صباحاً ومساءً وهو هذا الذكر:
(رضيت بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا)، وكان يقول: من قال ذلك عشر مرات صباحاً ومساءً كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة.
وكما يؤكد الباحثون أن الرضا يعتبر من أهم الوسائل العلاجية لأي مرض نفسي، فمعظم الاضطرابات النفسية ناتجة عن عدم الرضا. ويعد الغضب على رأس العوامل القاتلة للإنسان، ويسبب لنا الموت المفاجئ والجلطة الدماغية واحتشاء العضلة القلبية وضغط الدم.
وعليه فكل إنسان يريد حياة أفضل عليه ألا يكبر من حجم أية مشكله وأن يواجه المشكلات الحياتية بشكل سلس دون أي ضغط عصبي حتي لا يتعرض لأخطار صحية وجسدية