القصائد
” ارْحَل رَجَوْتُك ” بقلم: “إسلام العيوطي”
” ارْحَل رَجَوْتُك ” بقلم الكاتبة / إسلام العيوطي
ارْحَل رَجَوْتُك عَن قُلاعِي وامتطِ جَوَادَ الْبُعْد بالغياب مَتَى تَشَاء . . . . . . . . . . . .
وابنِ بَيْنَنَا حَائِلً صَدّ وَسُوَرًا مَنِيعًا مِنْ الصَّمْتِ والكتمان يَحْجُب الرُّؤْيَة فَضْلًا عَنْ حَجَب الْمَشَاعِر والاحاسيس ، مَاذَا جَنَيْت حَتَّى أُرَاقِب خطاك مَاذَا دهاني ،
وَمَا الَّذِي صَنَعَتْ ، وَمَا الَّذِي أقترفته يَدِي حَتَّى أَنَال كُلَّ هَذَا الْجَفَاء . . .
دَعْنِي وشأني وارحل بصمتك وجفائك ، فَلَم أَعَدّ أَرَاك كَمَا كُنْت أُرَاكَ بِالْأَمْس أَصْبَحْت بِالنِّسْبَة لِي ذِكْرَى مُؤْلِمَة وَجُرْحًا غَائِرًا لَا يُرْجَى بُرْؤُهُ وَلَا يَنْدَمِل
لَكِنَّنِي سأكمل الْمَسِير وَحْدِي دُونَ النَّظَرِ لِلْمَاضِي الَّذِي تَحَطَّم عَلَى ضِفاف الْأَمَلِ فِي أَنَّ تَكْتَرِث بِي يَوْمًا أَوْ تَسِير مَعِي فِي دربي ، فَقَلَّمَا رَأَيْتُ مِنْكَ بَصيصَ أَمَلٍ يَأْخُذ
بخطايا المتعثرة بدربنا الْمُظْلِم ، ابتسامتك الساخرة كُلَّمَا رَأَيْتَ دُمُوعِي تحرقني وتؤجج النَّار بِقَلْبِي ، وتطفيء لَهَيْب شَوْقِي وَتُكْسَر خَاطِرِي ، لِذَا فَأَنَا أَسْتَعِين دَوْمًا بِاَللَّه لأحيي رُوحِي بَعْد ذبولها وَأُزِيل عَنْهَا أَثْقَالِهَا لتحيا مِنْ جَدِيدٍ ،
وَمَن نَسَمَات الشِّتَاء أسْتَمْطَر رحمات رَبِّي وعَطاياه لتسعد بِهَا دقات قَلْبِي ولحظات
عُمْرِي الْبَاقِيَة فَتَهُون عَلَى النَّفْسِ الْهُمُوم وتتحرر مِنْ الْقَيْدِ والغيوم .
أَرْحَل رَجَوْتُك فَلَم أَعَدّ أَشْعَر بِأَنِّي أفتعلُ
صَدَق الْمَشَاعِر قَدْ كَذَبَ ونبرات صَوْتَك ترتعل
فَات الْأَوَان فَلَمْ تَعُدْ مَوْج لموجي يَقْتَلِع . . . . . . .