المقال

اعتباراتٌ أم مجرَّدُ اعتباطات “بسمة مزوز”

اعتباراتٌ أم مجرَّدُ اعتباطات بسمة مزوز/ الجزئر
هل هي تساؤلاتٌ ملتويةٌ ، أم أنها اختلافاتٌ تجتاح شُسُوعَ الفِكْرْ…
أجثثٌ قبورها نهشتْ شَرارَةَ كلَّ حٌلْمٍ بِكْرْ، أم أن المسير الطويلَ مُثقلٌ يأخذُ استراحاتنا المُغْرِية…
أو ربما هي احتمالاتٌ عَدِيّةٌ تتصاعد فيها الأنفاس بين مدّ وجزرٍ و ثرثرةِ عابرينْ، نكتشف فيها أنَّ بعض الجزيئاتِ تنقُصُها جُرأةُ حياةٍ و جسارة…
تَصْطَبِحُ ذَرّاتُكَ على صوتِ يضجُّ بالمتاهاتْ، مذكِّرَاُته المُبَعْثَرَة تَهْمِسُ في نِداءْ:
“بل هي مزاجيّةٌ غَائِرَة ُتصافِحُ الكِفَايَاتْ المُتناقِضَة بين شهقةٍ وعودةٍ و عقلانيةِ مجانينْ،
مُفرداتٌ شتَّى، و الموت فيها يتلوّى بذاتِ الصَّمتِ، ينتظرُ إشارةَ حياةٍ خاليةٍ من دُخَّانِ الشُّؤْمِ و العَطَبْ…
و زَخَمٌ من كلِّ شيْءٍ حَوْلَ كلِّ شَيْء يُحْتضرْ…
حِكَايَاتُهُ الباقية تتحولُ إلى غُبارٍ مندثرٍ من ترابٍ ملوَّنٍ مُلتصِقةٌ به حصاةُ المستقبلْ،
إن تمدَّ البصرَ إلى السماءْ تحفّكَ غيومٌ ثقالٌ فتحاصرُ جَفافَ أرضٍ ممتلئة بالبللْ،
و فراغُ عوالمٍ، الجمعُ فيها ربّما لنْ يكتمِلْ…
تتنفّسْ… تّعيدُ تلكَ الشهقَةِ إلى موضِعِها، و تَكْتَفِي بقرارةِ صمتٍ وسكونْ،
تحَدّدُ فيها ثباتَ معالِمِ السلامٍ، فلا ينتفضُ بمشاكسةٍ، ولا تؤثرُ فيه سمومُ طواغيتِ العالمينْ…
تفتحُ نوافِذَ اعْتِبَاراتِكَ الاعْتِباطِيّة… تُبَدّلُ هواءَها المتَكَدِّرْ،
لكي تستقبِلَ نسَماتِ صُبحٍ تُنْعشُ بهِ مَكامِنَ اللّحظاتِ السّخيّة، فتجِدُها تركضُ مسرعةً تبحثُ خلف خِفّةِ ونُضْجِ ابْتسَامَاتِ الحَالِمينْ…
أمَّا رذَاذُ مسَامِعِكَ الواهِية، و فَوضَى فِكرِكَ العارِمَة، وحَرائِقُ تشنجاتِكَ الدّامِية، رُغْمَ ارْتبَاكاتِهَا المضنية، كلّها نِهاياتٌ لبداياتها الشّائكِة بالِغَة.
تُراوغُ بكَ مُتعـةً فقطْ، مساعي الأقدارِ الآتية، لكي يصلَ حالُ تطلّعاتٍك المُتدَاعِيَة إلى إنسانيةٍ فانيـةٍ حيَّةٌ بصلاحِها، واندفاعيّةٌّ مهذبةٌ تفاصِيلهَا، ومراسيمٌ رُغمَ استقرارِ مسالكِها، فإنّ أثارها للأسفِ لنْ تَرى لهَا منْ باقيـَة.

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى