الأديبة المصرية “إسلام العيوطي” التي ترى الكتابة إحساس صادق بالمسؤولية منصب على واقع
قدمي لنا نبذة مختصرة عن نفسك؟
متى بدأتِ فى الكتابة ؟
بدأت فى الكتابة منذ نعومة أظفاري وأنا فى المرحلة الإبتدائية فقد كنت أجيد كتابة موضوع التعبير وكذلك فن الخطابة كما كنت انظم الإذاعة المدرسية كل صباح وأقدمها بنفسي وألقي كلمة أو قصيدة وكان ذلك بادرة طيبة لخوضي مجال العمل الصحفي
من الذي شجعك على دخول عالم الكتابة ؟
بالنسبة لمرحلة الطفولة كانت أمي رحمها الله تشجعني وتشد من أذري فتحضر ليِّ القصص من المكتبة كي أقرأها وألخصها وتبدي أمي فرحة عارمة وهي تستمع إليَّ بشغف وتؤوده فتعطيني ثقة بالنفس ليس لها نظير ، وكان أبي رحمات ربي عليه وكيل أول وزارة بالتربية والتعليم ،، يجيد فن الخطابة يخطب الناس فى الأعياد أو عندما يعتذر خطيب المسجد ، فكنت استمع إليه فى إنصات تام ،، فما لبث أن جعلني أهوى فن الخطابة ،، وشيخي الأستاذ / ناصر العيوطي الذي كان يحفظنا القرآن مع سرد قصصي ماتع ، ولاأستطيع أن أنسى دور جدتي رحمها الله والتى كانت تروي لنا كل يوم قبل النوم قصة لا نستطيع النوم بدونها ،، وتأتي مرحلة الجامعة وقد عملت بالعمل الصحفي منذ أن كنت بالفرقة الأولى بكلية الحقوق – جامعة القاهرة وكان لي حظًا وافرًا لأنني شرفت بالإلتقاء بلفيف من الوزراء والسياسيين وصانعي القرار فى الألفية الثانية وقمت بعمل حوار معهم كما التقيت أيضًا بالعديد من أساتذة الجامعة وكبار الكتاب والأدباء والإعلاميين والسفراء آنذاك ،، كل هذا وأكثر شكل لدى وجدان وخيال عميق ،، أدى بدوره إلى تشكيل شخصيتي لأكون قارئه جيدة ثم بعد ذلك كاتبة متمكنة من أدواتي بفضل الله تعالى وعونه ليِّ ،، من ناحية أخرى شجعني على الكتابة الواقع المتردي الذي نحياه ، جعلني أبحث وأقرأ وأتساءل عن كثب ،، لماذا لم يضع لنا من سبقونا من الكتاب حلولًا لمشاكلنا ؟ !!! ولكنني بعد التعمق فى القراءة وجدت أنني ظلمتهم والعيب ليس فيهم وإنما يكمن العيب في تطبيق ما جاءت به الكتب فأردت أن تكون لي لمسة فى معالجة تردي الواقع الذي نحياه وإزاحة القناع الذي يواري جرحًا عميقًا بلغ حد النصل كي استطيع أن اهتدي إلى مكمن الداء المستتر الذي جعلنا فى تأخر مستمر ،، فحاولت جاهدة أن أضع حلولًا وخطوطًا عريضة فى كتابي 《الإصرار》 لإصلاح ما أفسده غيري ما استطعت لذلك سبيلا بفضل الله وعونه .
من هم الكتاب الذين تقرئين لهم ؟
الدكتور / إبراهيم الفقي- الدكتور / حسين كامل بهاء الدين الدكتور / مصطفى محمود – الإمام / ابن قيم الجوزية الأستاذ / خالد محمد خالد – الدكتورة / عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطيء ) – الإمام / الحافظ بن علي بن حجر العسقلاني – عباس محمود العقاد – طه حسين – سيد صديق عبد الفتاح – توفيق الحكيم – الدكتور/ زكي نجيب محمود الدكتور / مصطفى صادق الرافعي وغيرهم الكثير ، وإن كنت أرى أن أي كاتب يعالج مشاكل معينه ويضع لها حلولًا ، هو كاتبي المفضل وإن كان غير مشهور فلا يمثل ذلك بالنسبة ليِّ بيت القصيد .
متى كان إصدارك الأول للكتاب ؟
منذ عام 2019 استغرق قرابة العامين انطباعك حول دار النشر ” البشير ” ؟ دار نشر مميزه لها تواجد على المستوى المحلي والدولي كما أنها تتميز بنشر محتوى هادف ولديها فريق عمل متكامل يسعى بجدية ونشاط فى تحقيق التميز لدار البشير لجعلها فى الصدارة دائمًا داخل مصر وخارجها .
كتاب ” الإصرار ” حدثينا عنه لو باختصار ؟
كتاب الإصرار لا يروي قصة أو رواية ، كما أن الغرض منه ليس جذب القاريء فحسب وإنما الهدف منه هو تطوير الذات وتحقيق أهداف فى المجتمع وتطويره سواء أكان ذلك على المستوى الشخصي أم العام ، كما أن كتاب《 الإصرار》 انصبَّ على مشاكل مجتمعية واقعية ملموسة لدينا جميعًا بداية من الفتاة التي تعرضت لحادث القطار أثناء ذهابها لتأدية إمتحان الشهادة الثانوية ومرورًا بالدكتورة وحي لقمان وهيلن كلير وطه حسين وأحداث أخرى وكيف يتم تنمية المهارات العقلية للتكيف مع الواقع ، كما تطرق الكتاب إلى الثانوية العامة وكيف يكون هناك ضغط على الطالب والأسرة على حدِِ سواء وما هو الدور المنوط بالأسرة حتى تتجاوز تلك المرحلة ثم تحدثنا عن يوم الحصاد واختيار الكلية المناسبة فلا بد أن يدخل الإنسان مجال يحبه حتى يبدع فيه ،، فليس المجتمع طبًا وهندسة فحسب بل هو أطياف متنوعة ونسيج يكمل بعضه بعضا ،، كما تحدثت عن الدراسات العليا تناطح كواكب السماء وكيف يكون لشخص حاصل على درجة الماجستير أو الدكتوراه وينام على الرصيف بدون عمل وهذا ما يؤكد الفكرة التي أقتنع بها تمامًا لن يكون هناك تقدم وهؤلاء يطالبون بتعيينهم ، إذا تجزأت الإنسانية تجزأ السلام وهذا ما تنهى عنه جميع الأديان 》
يقال إن البدايات أصعب هل واجهتكِ صعوبات في بداية مشوارك الأدبي؟
أهم الصعوبات التي واجهتها الإختلاف الجلي بين ما أمرنا به الدين وبين التقليد الأعمى للمجتمع الغربي
هل شاركتِ في ملتقيات ومعارض للكتاب دولية كانت أم محلية ؟
الحمد لله بفضله وعونه ومساعدة “دار البشير” للثقافة والعلوم تمت مشاركتي في معرض بغداد الدولي للكتاب بدولة العراق وأشارك حاليًا إن شاء الله في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021 ما هو أكثر شيء يجعلكِ ملتزمة بالكتابة ؟ الإحساس بالمسؤولية تجاه الأسرة والمجتمع هو الذي جعلني أكتب لديكِ اهتمامات أخرى غير الكتابة مثل مجال الصحافة، حدثينا عن ميولك لهذا المجال ؟ أحبه كثيرًا حد العشق فهو يمثل رسالة بالنسبة ليِّ ،، لذلك أتفانى فيه لأقدم أفضل ما عندي من موضوعات هادفة تعود بالنفع العام على الفرد والمجتمع على حدِِ سواء
رغم أنكِ أديبة وصحفية ومحامية بالإستئناف العالي ومجلس الدولة ولديكِ عائلة، كيف استطعتِ الجمع بين كل هذه المسؤوليات ؟
أولًا : الإيمان بالله ورسوله والسير وفق منهج الإسلام فى تنظيم الوقت وترتيب الأولويات ووضع هدف نسعى لتحقيقه بجدِِ واجتهاد كلها مجتمعه عامل مهم جدًا لتحقيق النجاح والوصول للهدف المنشود . ما هي أعمالك فى المستقبل ؟ 《حياة بلا خوف》《الإبحار فى ذاكرة الزمن》 《مسائل في علم الفرائض 》 ، بعد الوصول للهدف المنشود . أرجو إضافة ، ولولا عون الله
ثم دعم زوجي ومساندته وتحفيزه المستمر لي طوال الوقت ماديًا ومعنويًا ، لما استطعت الجمع بين كل هذه المسؤوليات
فجزاه الله عني خير الجزاء ، وبارك ليِّ فى عمره ورزقه خير الدنيا ونعيم الآخرة اللهم آمين
كيف هو تقييم الأدبية “إسلام العيوطي” لمعرض الكتاب الدولي المقام حاليًا بالقاهرة ؟
معرض مميز يضم نخبة متنوعة من الكتاب والشعراء كما أن به تنظيم على مستوى عالي من الدقة لمواجهة فيروس كورونا واتمنى لجميع المشاركين حظًا وافرًا من التقدم والازدهار والنجاح منقطع النظير .
كيف ترى ” العيوطي ” الكتابة بوح ، عملية استشفاء ، هروب من الواقع ، مواجهة مع الذات ، أم شيء أخر ؟
الكتابة بالنسبة لي ليست بوحًا ولا عملية استشفاء للذات ، إنما هى إحساس صادق بالمسؤولية منصب على واقع يجب علينا تغييره و كتاب 《الإصرار》كتاب تنمية بشرية كتبته في قالب أدبي ،، لأن الكتابة بالنسبة لي منهج حياة .
من هو كاتبك المفضل على المستوى العربي والعالمي ؟
كاتبي المفضل أي كاتب يكتب بصدق وإخلاص ولديه وازع ديني وعقائدي وكتاباته تعمل على تنمية المجتمع بوجه عام
نريد أن نقرأ لكِ ماذا تختارين لنا ؟
أختار كتاب 《الإصرار》
كلمة أخيرة توجيهينها لجمهورك القراء ؟
العلم حياة ، العلم أمل وإصرار ، العلم ارتقاء نحو الأفضل يكفينا أننا فى أول آية من كتاب الله أمرنا بالقراءة 《اقرأ باسم ربك الذي خلق 》سورة العلق الآية (1) وختامًا 《من لم يتذوق مر التعلم ساعة ،، تجرع مرارة الجهل طيلة حياته 》
حاورها نذير تومي