الأديبة د. تغريد طالب الأشبال …………… ٣٢ ـ (العاقبة للمتقين)من ديوان(معتقل بلا قيود) ج١
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
……………
٣٢ ـ (العاقبة للمتقين)من ديوان(معتقل بلا قيود) ج١
……
تَقَوقَعَ الحَقُّ وَ فِي قُمقُمْ غَفا
مِن فِعلِ جُلَّ الخَلقِ يَبدو آسِفا
أوهَنَهُ الفِعلُ البَذِئُ هانَهُ
فَظَلَّ فِي سُباتِهِ مُعتَكِفا
وَنامَ ما قامَ ولا رُحنا لَهُ
ماضٍ غَدا وَدَهرُنا لَهُ عَفا
والكُلُّ مِن سُباتِه قَد اشتَكى
والكُلُ يَبدو خائفاً مُرتَجِفا
يَخشَونَ في غِيابِهِ مِن سَطوَةٍ
لِلباطلِ المَلعونِ كُلٌّ خائِفا
فَاستَفحَلَ الباطِلُ فِي غِيابِهِ
وَقَد بَدا فِي ظُلمِهِ لا مُنصِفا
جارَ عَلَينا وَرَمانا مِنْ عُلا
قامَ عَلَينا ذابِحَاً مِنَ القَفا
خَيَّبَها آمالَنا وَ غالَنا
صاحَ بِصَوتٍ قائِلاً مُعتَرِفا:
(لَنْ يَنجُ مِنِّي كُلُّ ذي شَمائِلٍ)
(وَأَمقُتُ الحَقَّ أراهُ مُقرِفا)
(إنِّي إلى الحَقِّ عَدوٌّ دائِمٌ)
(وَإنِّي من أنصارِهِ مُستَنكِفا)
(هَيَّاَ استَعِدّوا إنَّنِي غائِلَكُمْ
فِي يَومِ سَعدٍ دَهرِي لِي بِهِ صَفا)
وَقَبلَ ما الحَقُّ يَفِقْ مِن نَومِهِ
قامَ لَهُ الباطِلُ فِيهِ هاتِفا:
(لَن تَصحُ مِن نَومِكَ هذا أبَدَاً)
(فسَوفَ أُرديكَ قَتيلاً في الخَفا)
ثمَّ ابتَدا يَحفُرُ في مِعوَلِهِ
جُبَّاً عَظيمَاً ثُمَّ في الجُبِّ هَفا
هذا مَصيرُ الباطِلِ الَّذي لَنا
خَطَّطَ دَهرَاً وَبِلَحظٍ إنكَفا
فالباطِلُ المَلعونُ يحيا جَولةً
يقضيها تَدليسَاً وَعَيشَاً زائفا
وَدَولةُ الحَقِّ وَإنْ قَد أُخفِيَتْ
تَبقَ مَدى الدَهرِ ظِلالاً وارِفا
******