الأديبة د. تغريد طالب الأشبال/العراق …………………… ٨ ـ (كساد الأخلاق)من ديوان(ثورة فكر)
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال/العراق
……………………
٨ ـ (كساد الأخلاق)من ديوان(ثورة فكر)
……………………
كمْ أرهَقتني حروفي أرهَقَني النُظُمْ
تَعصيني قافيَتي فأشعرُ بالألَمْ
وتُغادِرُ الأوزانَ بَحري مِثلَما
قدْ غادَرَتْ سُفُنُ النَجاةِ إلى العَدَمْ
أمسى الفراغُ يَجولُ بينَ صفائحِي
وصفائِحي في العقلِ تَصفِرُ كالنَغَمْ
وتَطايَرَتْ شَرَرَاً بَقايا خَزينَتي
تلِك الَّتي حَفِظَتْ بِداخِلِها الكَلمِْ
ما عُدّتُ أهوى للكلامِ وسيلَةً
فوَسائِلي أفكارُ يأكلُها القِدَمْ
مِن عَهدِ دِينِ مُحَمدٍ جاءتْ وقدْ
رَفَضَ الحِجا تَحديثَها كَي تُستَلَمْ
وعُقُولُ كلَّ الناسِ باتَتْ لا تَرى
غَيرَ الحَداثةِ والحداثَةُ مِن عَدَمْ
كَسَدَتْ تِجارَتي فالمبادِئُ لا تَفي
وأنا بِظَنِّي إنَّها زادُ الأُمَمْ
هذي الأُمَمْ صارَتْ ترَومُ تَفاخُراً
بالضَحكِ والتسَفيهِ في أصلِ القِيَمْ
صارتْ تنامُ وعَقلُها هوَغارِقٌ
بالموبِقاتِ وشاريِاً كلَّ الذِمَمْ
صارتْ تُحيكُ مَكائِداً في باطِلِِ
للحَقِّ،للحَقِّ فَما فَردُ انتَقمْ
قامَتْ بِقَذفِ المُحصَناتِ وإنَّها
تَدري حرامُ، بقَذفِها تَجنِي النَدَمْ
باتَتْ تَلوكُ لحومَها في لَذَّةٍ
أُفّكٍ وبُهتانٍ وَكَيّلٍ بِالتُّهَمْ
غَذَّوا عُقولَهُمُ بِكُلِّ رَذيلَةٍ
باتَتْ فَضائِلُ عنِدَهُمْ،غَدَتْ الأهَمْ
لكِنَّني! لا، ما احتَمَلتُ عُقوقهِمْ
للحَقِّ والأخلاقِ،راودَني النَدَمْ
وأرَدتُ أنْ أروِي مآسيَ أُمَّةٍ
غَرِقَتْ بآثامٍ،فَما اسطاعَ القَلَمْ