إشراقات أدبية

الأديب اليمني على شعثان ” إن المشهد الثقافي اليمني غائم الملامح الجمالية والإنتاجية كُلّياً ويحتاج إلى تصويب “

 

الأديب اليمني على شعثان ” إن المشهد الثقافي اليمني غائم الملامح الجمالية والإنتاجية كُلّياً ويحتاج إلى تصويب ”

  بقلم: لطيفة محمد حسيب القاضي 

المثقف هو كيان مستقل وعضو في آنٍ واحد، ويُعد غياب المثقف اليمني في المشهد الثقافي أمراً في غاية الأهمية. إذ أنه يعيش واقعه بكل وعي ودراية. فكان لنا لقاء صحفي خاص لرصيف 22 مع الأديب والباحث اليمني علي شعثان يحكي عن واقع المشهد الثقافي في اليمن.

علي شعثان باحث، وكاتب في القضايا المعاصرة. نشأ في أسرة ريفية في محافظة عمران باليمن، وتلقى تعليمه فيها. يحمل مؤهل البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من كلية التربية جامعة عمران؛ بالإضافة إلى الدبلوم المتوسط في علوم الحاسوب من المعهد العالي لإعداد وتأهيل المعلمين أثناء الخدمة ؛ وكذلك يحمل الدبلوم المهني في الصحافة بصفة باحث وكاتب، وقد أخذ بعض الدورات التأهيلية لعل أهما يتمثل في : دورة المهارات الإدارية وحل المنازعات والمبادرات الذاتية ، كما وأنه شارك في العديد من الأنشطة المحلية مساهماً بمجموعة كبيرة من المقالات الفكرية والدراسات البحثية جلها مُحكّمة ومنشورة على المستوى اليمني والعربي والدولي ( ورقياً عبر المطبوعات و إلكترونياً عبر المواقع ).

 بداياته في الصحافة المدرسية منذ المرحلة الإعدادية في السلّم التعليمي باليمن متدرجاً في الاكتساب المهني حول العمل الصحفي فعمل فيها رسميًا بداية سنة1999م ليستمر في النشاط ،ويحصل عام 2009م على ترخيص من وزارة الإعلام يسمح له بطباعة ونشر صحيفة العُلا التي توزّع على مستوى نطاق الجمهورية اليمنية ككل، فهو رئيس تحرير صحيفة العُلا، و رئيس منتدى العُلا للدراسات. بيد إن الكتابة والنشاط البحثي هما شغله الشاغل ومتنفسه الذهني.

وهذا ليست بغريب عليه، لأنه يمتلك العديد من الإمكانيات، والأدوات، ويتحكم بالسطور والكلمات باحترافية. تجاوز العديد من الصعاب بأسلوبه المميز؛ لأنه ثابت الخطى. 

قدم كتاب إلى أروقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن تحت عنوان: “رؤى بناءة “، وله قيد التأليف: خلفيات الخلاف – دراسات وابحاث منشورة حول” مؤثرات وتصورات وتوقعات الاحداث اليمنية “، وكذلك “وعي الاختلاف وأثره في كبس بؤر الخلاف”.

يتحدث الباحث اليمني على شعثان عن وضع المثقف اليمني لرصيف 22 قائلاً:” ليس من نافلة القول بل من حقيقة الأمر نقول إن وضع المثقف اليمني في الوقت الراهن جراء الاحداث هو الأشد تعرضاً للمصاعب والأكثر إبتزازاً من حيث الحقوق الممنوحة قانونياً والمُتعارف عليها إنسانياً بمفاد أن وضع المثقف اليمني غير مُهيّأ للإبداع المُستحسن “. 

وفي سياق حديثه عن المعاناة والهموم التي تواجه المثقف اليمني في المهجر يقول: “يواجه المثقف اليمني في بلاد المهجر جملة من الهموم والاشجان، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يواجه معاناة الاغتراب والبعد عن الأهل والأصحاب، في حين أن هموم الحياة المعيشية هي الشغل الشاغل له بالإضافة إلى مواجهة المتاعب القانونية التي إن صح التعبير تُتّخذ نحوه من قبل الدولة التي هو ضيفاً على أراضيها. بإشارة إلى أن دور مفوضية شؤون اللاجئين يعتبر روتيني، ومُغلقة الابواب حالياً بالنسبة للجدد في الأردن الشقيق “.

وعندما سألناه عن الامنيات التي يتمناها على المستوى الثقافي في اليمن فأنه يرى: “بالنسبة للسؤال يُفاد بأن «وما نيل المطالب بالتمني ولكن تُأخذ الدنيا غُلابا» بحيث نتمنى على الاخوة المثقفون أن ينسّقوا نشاطهم نحو السلام ورأب الصدع الحاصل في بنية النسيج اليمني والعمل على لملمة الجراح، كما واتمنى على الأطراف أن تتيح من ذلك”. 

و يدقق متحدثاً أكثر في هذا السياق عن حالة المشهد الثقافي في اليمن في  الوقت الراهن بالمقارنة على ما كان عليه في السابق ،فيقول:” يُفاد بإن العملية الثقافية ومخرجاتها الإيجابية شبه غائبة الإبداع الفني ومتشعبة الأفكار الفلسفية بسبب الأحداث ومراميها على مستوى الساحة اليمنية ككل وليس على مستوى جهة بعينها ،وبهذا الوصف وهذا التشخيص لا يُمكن أن يُصنف المشهد الثقافي اليمني حالياً فوق منتصف إن لم يكن رُبع خط الإبداع وعلى خانة التميّز الإيجابي .بمعنى إن المشهد غائم الملامح الجمالية والإنتاجية كُلّياً ويحتاج إلى تصويب و رعاية متجانسة للثقافة في حد ذاتها ومن ينتمي إليها من حيث التخصص والعمل فقبل الأحداث للعام 2011 وعلى سبيل المثال كانت هناك الجوائز التشجيعية للمجال الثقافي بما يحتوي من أدب وفنون وشعر وقصة ومسرح ودراما و و و الخ. فكانت جائزة رئيس الجمهورية للشباب وجائزة السعيد للثقافة والفنون والآداب وجائزة العفيف الغير مُعلن عنها إن لم تخونني المعرفة التامة حولها في حين أنه كانت تصدر العديد من المطبوعات الثقافية والأدبية والفنية كالصحف والمجلات والدوريات بعضها إن لم نقل أغلبها محترفة التخصص المتصل بعملية وصف المنشورات”.

إضافة إلى ذلك قال :”  في العام 2004 تم اختيار صنعاء عاصمة للثقافة العربية خلاله عُرضت المحتويات الرائعة للفن والادب والآثار اليمنية، وهذا التلميح ليس تمجيداً للسابق بقدر ما هو مقارنة تشخيصية للمشهد الثقافي كيف كان وكيف هو عليه الآن “. 

وعندما سألناه عن مدى تأثير النقد لأي سلبيات في المجتمع فجاء قائلاً: ” إن مدى التأثير النقدي للسلبيات في أي مجتمع وخصوصاً لدى الدول العربية غير مؤثّر إيجابياً لغياب ثقافة التقبّل المصحوبة بحقيقة افتقاد نقد الذات. وما يتم تشخيصه لا يتلقّى آذاناً صاغية باستثناء لدى النزر اليسير من أصحاب الوعي كنُخبة مُجتمعية. إذ تواجه الصحافة الورقية أزمة وجود على مستوى العالم كثير من الصحف قررت إيقاف طباعة النسخ الورقية والاتجاه للمواقع الالكترونية.

وأخبرني بأن العوامل والاسباب التي أدّت إلى ذلك وهي كالتالي : ”  الانتشار المتسارع للأجهزة الإلكترونية والهواتف المحمولة بمختلف علاماتها التجارية ومميزاتها الخدمية والتي منها خدمة الصحافة الإلكترونية أضف إلى ذلك تراجع دور المُعلنين على صدر الصحف الورقية كما ويضاف أيضاً ارتفاع تكاليف الطباعة على خلاف تكاليف الربط الالكتروني “.

يرى علي شعثان  الأمل  بنهضة الصحافة الورقية من جديد وفق الاحتياج اللازم لعمل ما يُسمّى بدراسة الجدوى من حيث تقديم المميزات والمزايا والتي في حقيقتها يجب أن تكون منافسة للصحافة الإلكترونية إن لم تتغلب عليها..

وعندما سألناه عن: هل تحيا الكتابة في قلب الكاتب وهل نبضها يتوقف يوماً فيقول: “تحيا بوجود المطامح والهمم لدى الكاتب ذاته، ولن يتوقف نبضها طالما وهو يتحلى بما يوجد لديه من مطامح وهِمم “

في الأخير يتقدم الباحث علي شعثان بالشكر على كرم اللقاء وشرف التناول الإيجابي للقضايا والتطلّعات. داعياً النُخب الواعية بمختلف مصنفاتها الفكرية والثقافية إلى وحدة الجهود وعلى كافة الصعد لمعالجة ما تعانيه البشرية من جفاف قيمي وغياب في الأخلاق الحميدة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى