المقال

الأصدقاء الحقيقيون بقلم: أحمد محمود الوارداني

للإوفيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء فقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــط ….

***** الأصــــــــــــــــــدقــــــــــــــــــــاء الحقيقيـــــــــــــــــــــون 3 *****

إخواني و أخواتي و أصدقائي و صديقاتي الأعزاء …

حقيقة . إنه لمن الأسف و الخجل الشديدين أن أتحدث إليكم في هذه الساعة بعد تلك الفترة غير القصيرة من أخر مقالاتي و منشوراتي في هذا المكان ، و أن أتكلم معكـُم عن موضوع سبق تحدثت عنه في موضوعات و مقالات سابقة و هو موضوع [ الصداقة الحقيقية أو الأصدقاء الحقيقيون ] ، و كم نشرت بعض الخواطر و القصائد عن مفهوم تلك الصداقة و عن من هم الأصدقاء الحقيقيون لي في هذه الحياة ، ذلك لإن هذا الموضوع يـُشكل عندي من أهم و أقوى الموضوعات و أكبر الإهتمامات الخاصة بي شخصياً ، و لعلنا جميعاً نعرف و ندرك تماماً من ذلك من هم أصدقائنا و من هم قد مروا بحياتنا مرور الكرام ولا نهتم بهم ولا نعير أي إهتمام صادق بهذه الأشياء الثمينة و النعمة التي حبانا الله إياها و هي نعمة الأصدقاء الحقيقيون و الصداقة الحقيقية ، و لسوف أتحدث عن جزء منها في مقالي هذا و لها عندي وقفات معها في كتابات و مقالات أخرى و سوف أضيف فيها بعض أراء علماء النفس و الإجتماع و أساتذة الإنثربولوجيا و الأيديولوجيا و بعض الفلاسفة و بعض القصص الديني و التاريخي و كل ذلك في حينه بإذن الله .

و كم أسلفت في عدة مقالات سالفة في هذا الشأن عن تلك الصفة الجميلة التي هي أجلّ العلاقات الإنسانية و المعرفة المقدسة بين البشر جميعاً ، و أهم المشاعر الصادقة التي تـُحيط بنا في هذا العالم و هذه الحياة ، ولا شك في حديثي اليوم موجه بصفة مباشرة و خاصة لمن ينعتون أنفسهم و يُلقبون ذواتهم بالأصدقاء الحقيقيون ، و ما هم كذلك يفعلون و ما هم منها بعالِمون و هم في الحق عنها مُبعدون .

و يظـُن أكثر هؤلاء العـُصبة من الناس – سواء كانوا رجالاً أو نساءً في هذا المجتمع التكنولوجي أو في محراب هذه الحياة العامة – بأنهم يعرفون معنى تلك الصداقة الحقيقية أو يفاخرون بما عندهم من الصداقات التي على صدر صفحاتهم الشخصية أو عبر محيط مجموعاتهم الخاصة أو العامة سواء كانت تلك المجموعة إجتماعية أو أدبية أو تاريخية أو ثقافية أو علمية أو … إلخ ، و يفرحون بالتعليقات التي تأتي عليهم من قِبل النساء و الرجال من منشورات تافهة أو قصائد منقولة و مقتبسة من صفحات أخرى بدون وعي أو إدراك للمعنى المنقول أو المنشور لهم ، و يسعد أكثر هؤلاء الزُمرة من بعض الزميلات و الزملاء بأضافة الكثير و الكثير من الأصدقاء و الصديقات و خصوصاً صداقة النساء لكي يتلاعبون بعقولهن الصغيرة و قلوبهن الضعيفة و مشاعرهن المرهفة و أحاسيسهن الرقيقة بل و الأكثر من ذلك يولجون إليهن بإسم الحب الواهم و الحماية الخادعة و القوة الخرافية كي يكسبوا منهن أكبر قدراً من نبضهن الخافق و يحتالون عليهن بكافة الأساليب المعروفة للجميع ، و العكس أيضاً كذلك ، فتتباهى المرأة بمديح بعض الرجال و تتلقى الإطراء و الإستحسان و الثناء عليهن و تحاول بأن تُساق إلى تلك المشاعر المحرومة منها و التي تجدها في تلك الكلمات الرخيصة و المشاعر الباخسة من هؤلاء الحمقى ، و لكن ليس الجميع كذلك سواء إلا من رحم ربي .

و إنني لإقول هذا الكلام و أعلم جيداً أن الكثير سوف يغضب مني و سوف يتجاهل هذا المقال لعلمي الشديد بنواياهم الدنيئة و مشاعرهم البغيضة و إنني رجلاً مثلهم فلست بنبياً مُبعث أو رسولاً مُرسل أو قديساً طاهر ، و لكن سبق أن ذكرت في بعض أحاديثي الأخرى و شرحت مفهوم الصداقة و الحب في تلك الحياة ، و هو أن الحب و الصداقة أساسهما الصدق و الوفاء و الإخلاص بين الناس جميعاً و الإهتمام الحقيقي بين الطرفين و أن ليس كل أخ صديق لكن كل صديق حقيقي هو أخ لك ، و مهما أختلفت الأديان و الأعمار و الألوان و البُلدان و الأوطان فلن تُفرق بين هؤلاء و أولئك التي يربطهم رباط الحب المقدس و حبل الصداقة المتين ، و إنني لإقول ذلك أيضاً لتعجُبي من بعض ممن كنت أظنهم أصدقاء أوفياء لي و أحباباً مخلصين لدي بأنه مهما إبتعدت بيننا الأيام و مهما كانت الظروف و الأسباب الخاصة و العامة لسوف يبحثون عني و يتساءلون عن سر غيابي و عدم وجودي بينهم و أين تلك كتاباتي المعهودة التي ظللت أنشرها و أكتبها على أرض صفحاتي الخاصة و ميدان مجموعاتهم و صفحاتهم و التي قد لا أنشر إلا قليلاً منها لظروفي الخاصة و العامة سواء في الحياة الميدانية و عبر تلك الشاشات الحاسوبية ، و لذلك فإنني أشعـُر لهم بالأسف و الخجل منهم ولا عتاب على من لا يستحقون ذلك العتاب في هذا المجتمع الفاسد الذي نعرفه جيداً ، و الذي بدوره ليس لديه عزيزاً أو غالياً ولا له صاحب أو صديق أو حبيب حقيقي في محراب هذا العالم ، إلا من رحم ربي . و يا أسفي على قوم يجهلون ولا يعلمون أو يعلمون ذلك و مع حزني عليهم يتجاهلون !! .

و بعــــــــــــــــــــــــــــد/

و في الختام .. فإنني لا أنتظر من أحد أي شئ ولا أريد منهم شئ فقط أردت أن أكشف عن وجوههم الحقيقية و أرفع عنهم أقنعتهم المطاطية و أُسدل الستار عن مشاعرهم الكاذبة نحوي و أبين لهم و لله ثم للجميع من هؤلاء المخادعين و المنافقين و عن من هم الأصدقاء الحقيقيون في هذه الدنيا ، و إنني لا ألتمس العذر لإي أحد إلا فقط من يستحق ذلك العـُذر و تلك المغفرة و أما الباقون فسوف أتركهم كالتماثيل الصماء في متحف الشمع أو هياكل خشبية سوف أكسرها بمعول التجاهل و سيف اللامبالاة و أحطمها بفأس الإعراض عنهم و سوف أرحل عن تلك الشرذمة الباقية و معي الأوفياء الحقيقيون لي في معبد الحياة ولنعبُر جسور الأمل وميناء الصدق و لنضيئ طريق المعرفة الإنسانية المخلصة و مشكأة الثقافة العربية المتحدة و لنزرع معاً أرض المشاعر الصادقة و لنعزف أوتار السعادة الحقيقية و لنشُم أريج السلام و لندق طبول الأخلاص و أجراس الحـُرية في كنائس الأرض ونتلوا أيات الصدق و نؤذن أذان الوحدة الجديدة في مساجد العالم إلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى أخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر العـُمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر .

هكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذا أنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا و هكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذا علمتنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي الحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاة …

مع أصدق تحياتي لكل الأوفيـــــــــــــــــــــــــــــاء / عـــــــــــــــــــــــــاشق الكلمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات / محمود احمد الورداني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى