المقال
الأمن و التعايش السلمي بكل معانيه بقلم: “الحاج نورالدين أحمد بامون”
الأمن و التعايش السلمي بكل معانيه وشعاره الرباعي حرية ,أخوة , عدالة و مساوات
الأمن و التعايش السلمي ,ينبعث من ثقة الإنسان بنفسه ولنفسه والإعتماد عليها وبناء الشخصية القوية, بعيدا عن كل حساسية, بدون حقد ولا حسد ولا كراهية و لا عنصرية ولا تفرقة و لا تمييز, فالسلم يبدأ من الفرد نفسه ولنفسه , و ينطلق من الإنسان ذاته. فكن أنت أيها الفرد لسلامة نفسك وأمنها, لا ناقل لغيرك بزرع ذلك في حقول الإنسانية و منها نشر ثقافة السلم و مبادئها في كل ركن و بقعة من بقاع أرجاء المعمورة عامة. إذ بات من المعروف والشبه المتفق عليه أنه في عصرنا هذا و أيامنا المقبلة نتيجة ظروف السياسات المتعددة ,نتيجة الحروب و التهجير و الإبادة وغيرها, بأنه لا مفر من وجود مجتمعات متعددة الثقافات في أوروبا وباقي دول العالم الأمنة. وبالتالي وجب على الفرد أين حل وإرتحل و إستقر خارج الديار الإسلامية أن يكون المرآة الناقلة للصورة المعطاة عن الإسلام في أوساط المجتمعات الغربية وذلك من خلال حسن معاملته و تعامله وخلقه والسعي على إظهاره للناس. وإتقان كيفية فن التخاطب ما بين أفراد المجتمع وباقي مكوناته، وتعزيز التطلع للإنفتاح على الطرف الآخر بدل التقوقع على النفس والتعالي بغرور الآفضلية والأولوية وغيرها.
وبالتالي يجب التعامل مع الواقع الحياتي , اليومياتي الذي يفرض على الإنسان وجود قوى أخرى تختلف معه في فكره و معاشه و نمطه. ولكنها تتفق معه في إرتباطهم بأرض واحدة تجمعهم وقانون ونظام واحد يحكمهم ويسيرهم.
فأنثر زرعا تجني ثمارا.
وأترك عطر تجد طيبا
مقدمة :
علمتني الحياة و أدوارها المزيفة أنه لا أمن بدون أمان و لا عيش بدون سلام. ولا سلام دونما عدل و مساواة , وأن ذلك لا يأتي دونما إيمان بالله و عقيدته , ودون تفرقة وتعالي وليكون شعارك التسامح و التعايش بإخاء مصداقا لقوله تعالي إنما المؤمنون إخوة.
وكما علمنا سيدنا محمد صلى االله عليه وسلم ,رسول البشرية جمعاء, ورسول الإنسانية والمحبة والتعايش السلمي بين البشـر: لا فضل لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي ولا أبيض على أسود ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى.
وليكن شعارك حرية الإنسان دونما إستعباد للناس فقد ولدوا أحرار. كما جاء عن خليفة رسول الله أمير المؤمنين, سيدنا عمر إبن الخطاب رضى االله عنـه القائل: متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار.
وليكن شعارك إحترام التعَددية الدينية والفكرية والنظرة الخاصة , فالهادي والمحاسب هو الله سبحانه و تعالى.على أن يكون شعارك الإنسجام بين أفراد المجتمع الواحد بمختلف ألوانهم وأجناسهم و إنتماءاتهم بمختلف أنواعها قومية فكرية دينية فلسفية ألخ….
أن يكون شعارك الحرص على السلوك الحسن و الأخلاق الحميدة و السيرة الحسنة و العمل على ربط التواصل الإجتماعي و الإنساني والسعي للمل الشمل وتعزيز ربط الأواصر برمتها و العمل على الحث على حفظ كرامة الإنسان ولكل رأيه يحترم و يصغى إليه, كما قال الحكيم الفيلسوف أختلف معك في الرأي ولا أتفق ولكن أدافع عن صوتك ليصل للضفة الأخرى و يسمع. فالرأي مهما كان خطأ يحتمل الصواب وصواب يحتمل الخطأ.
فنجاح الإنسان له وللجميع و الخسارة له وحده , فلا ناقة ولا جمل لغييره من الناس فيها, وأن يكون شعارك كل وحريته و إيمانه فالدين لله و الإيمان به حرية كما قال في محكم تنزليه ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) و ليكن شعارك عن قناعة وبكل ثقة أن الوطن للجميع دون حرمان.
فالحياة دون أمن و سلام و أمان لا تساوي جناح بعوضة ولا تساوي قيدة أنملة. فكن بلسم شافي لكل الجراح و محارب كل مكر و خديعة بكل الوسائل و بكل ما أوتيت من قوة , وحارب الشر بالخير و الإساءة بالحسنة و الغيض بالإبتسامة و طبق شعار سامح و أصفح تسعد وتهنأ.
وكن كأصحاب المطافي يطفؤون النار بالماء و يحاربون لأجل إنقاد حياة إنسان دون التفكير في أنفسهم و أهاليهم ,فشعارهم نموت نحن لتحيا الإنسانية و يعيش الإنسان في أمن وآمان.
وختاما اللحظة لحين العودة للموضوع الذي لا يجف ولا يتوقف ولا ينتهي وليس أخيرا, تكليلا لكل ذلك يجب العمل على نبذ الخلافات و النعرات و ما شابه ذلك من شتى التسميات و المصطلحات وليكون شعارنا العمل بالنهي عن المنكر أولا و الأمر بالمعروف فلا يمكن أن تأمر بمنكر أنت فاعله وأخرها العمل بأن القول والفعل هو الإسلام الرفيع كما علمنا العلامة إبن عشير رحمه الله ,و الإسلام هو الصفح والسمح كما علمتنا شريعتنا الإسلامية الغراء.
فحاسبوا أنفسكم بأنفسكم قبل أن تحاسبوا، يرحمنا الله و إياكم.
وختامها أسأل الله العلي القدير، التوفيق و النجاح بالرقي عاليا لي ولكم فهو السميع العليم المجيب وهو ولي التوفيق .إن وفقت فبفضل من الله وإن أخطات فمن نفسي فلا تلوموا و أسألوا الله لي التوفيق و السداد يرحمكم الله .
بقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون — ستراسبورغ فرنسا