المقال

الإبن العاق بقلم: “رحيمة حزمون”

الإبن العاق

حكايتنا لهذا اليوم تختلف عن باقي الحكايات

التي قصصتها عليكم فهي تروى عن ام تحب

ابنها كتيرا لدرجة لا يتصورها احد فقد كانت

تلبي له كل ما يطلبه إلى أن صار شاب في سن

الرشد تعرف على بنت من الحي احبها بجنون

وحين أخبر امه عنها منعته من الزواج منها لأنها

ليست من المستوى الذي يليق به كونه شاب مثقف

ومهذب وجميل لا يستاهلها لكنه لم يسمع كلام امه وتزوجها

وبعد الزواج بدأت المشاكل الزوجية وصل بها الحد انها

قامت بضرب والدته أمام عينيه دون أن يتفوه معها باي كلمة

واذا عارض تهدده بطلاق وهو لا يستطع الاستغناء عنها وظل

في هذه المشاكل إلى أن وصلت بها الجرأة ان طلبت منه

رمي امه في الشارع وان لم يفعل ستترك له البيت وتنفصل

عنه فلم يجد حل سوى ان يرمي والدته ليرضي زوجته ولم

يكون يعلم ان ما فعله هو جرم بحق امه التي ضحت بكتير

لأجل جعل منه رجل لتسند إليه يوم تخار قواها ويخونها

النظر لكن لم يكون ابن بار لأنه سمع كلام زوجته السيئة ولم

يستوعب ما فعله بها حتى جرى عليه الزمان ورزقه الله بطفل

معاق وتركته زوجته في الشارع بعد ما اخذت البيت وكل

ما يملكه ورفعت عليه دعوة طلاق وسافرت إلي بيروت

وتركت له الطفل ليتولى تربيته وكم تعب في تربيته إلى ان صار

صبي فشعر بندم شديد وأراد تصليح غلطته فهمّٓ بالبحث عن

امه في كل مكان حتى ضرعٓ من التعب وجلس قرب شجرة

الزيتون وقربه ابنه وهما يتضوران جوع ومر بهما شيخ جامع

فتصدق عليهم بقليل من الطعام فشكره وطلب منه مساعدة

فلم يرده الشيخ وحين علم بما فعله مع امه طلب منه أن

يبحث عنها ويراضيها ان كانت لا تزال على قيد الحياة

وكم تعب في البحث عنها لكنه لم يفقد الامل حتى وجدها

في إحدى المستشفيات وهي على فراش الموت ولم يبقى لها

من العمر الا بضع ساعات همّ إليها ودمعهُ ينساب على خديه

متل الفتيات ولم تكد تفتح عينيها لرؤيته… كانت قد فارقت

الحياة قبل ان تسامحه وخسر دنيته والجنتين لأنه كان

ابن عاق

رحيمة حزمون / الجزائر

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى