الانتصار الأعظم بقلم الكاتبة بسمة مزوز
الإنتصارُ الأعظمْ
عندما تؤرقكَ النّغزاتُ المتكرّرة من أقربِ الناس إلى قلبك، وعندما في كل مرة تجتاحك رغبة جمة كي تنتقم لنفسك فتوجعهم مثلما أوجعوك كي تهدأ أنفاسك المبعثرة…
ستجد نفسك تصارع الألم ومحاولة رد الاعتبارات المتكررة التي باءت بالفشل كل مرة، ليس ضعفا منك، بل محبة لهم متجذرةُ فيكَ لا تحسنُ اقتلاعها…
عند محاولتك لفعل ذلك، سوف تتعب كثيرا وقد يصل بك الأمرُ إلى الهروب من مواجهة نفسك واقتلاع أولئك الناس السمّ، الذين تعوّدْتَ عليهم منذ بداية خليقتك على أنهم الترياق،
ومع آخر نغزة، وآخر صفعة يوجهونها إليك، سيموتون الموت الأبدي، أو بكل صدق، أحاسيسك تجاههم هي التي ستموت، وسيأخذ الموت مباشرة مسلكه إلى الجذور التي عشَّشَتْ داخلك،
وستموت تلك الخلايا العصبية التي نشأت في دماغك عنهم، وفجأة سوف لن تشعر بهم ويصيبك التبلّد ناحيتَهم، وذلك هو الانتصار الأعظم، وذلك هو الانتقامُ المبينْ لمن أرهقَهم الإحساسُ المفرط و الخيبات العاطفية. وسيضحى رد الاعتبار الوحيد و الأوحد أنهم أصبحوا من دون مأوى في مملكتك، و عادوا مشردين مثلما كانوا.
بقلم بسمة مزوز/ الجزائر