المقال

الانتقام الراقي بقلم الكاتبة مروه الصماد

 

عزيزي القارئ…..
عزيزتي القارئه…..
عندما تقرر أن تبدأ الرحله سيظهر الطريق (جلال الدين الرومي)
هذا المقال سيكون دليلك المبسط لتتعلم فن التجاهل وممارسته وأنواعه وكيفية إدارته ،واول مااقدمه لك فرصتك الذهبيه للإطباق على فم المتكلم امّا بصمتك او بقهره
ثم من يدري لعل انفع الحلول أبسطها، وابسطها يكمن في تجاهلها ووضع الحدود بينك وبين مستفزَك ، فهو فن لاتتردد في إتقانه.
صديقي القارئ لتعلم ان ليس كل تجاهل مفيد فتجاهلك لنصيحه مثل نصيحتي الآن يندرج تحت مسمى ( التجاهل السلبي) وهذا مايقربك من مساوئ التجاهل. والذي يندرج اسفله ايضاً تجاهل مشاعر الاخرين واياك وايذاء المشاعر فهي تُنزِف وتُرِيق الدماء وتُميت الروح وتَقتل بل وتَفتك بأنسجة القلب ؛ إياك ثم إياك فعليها تُحاسَب وبها تُعاقَب..
ولتكن مستعداً دائما لرد الاهانه المكرره السخيفه كما فعلت السيده البدينه مع ذلك المتعجرف الذي طالما وجدها مارس تفاهته بينما كانت هي تمارس تجاهلها الذي كاد أن يكون سلبيا خاطئا عندما قال لها لم أكن أعلم أن هذه الحافله مخصصه للفيله ، فردت بكل هدوء لا يا سيدي انها مثل سفينة نوح يركبها الفيله والحمير ايضا ..
فحوَّلت تجاهلها إلى طلقات أصابته فظل صامتاً وهو متخاذل لتنتصر هي ..

قارئي المميز…
التجاهل هو برمجه ايجابيه تخصك تمارسها مع الآخر لتعرف كيف تحوّل الموقف لصالحك لتتجاهل الصدمات النفسيه الناتجه أحيانا من النقاش ، فأنت بتغافلك قد حرمته من لذة استفزازك و اذقته طعم المرار كما لو كان طفلا تتغافل عن تصرفاته الخاطئة لكي لا يتمادى ، وهذه أيضا اداه من ادواتي لتعديل السلوك فحتمية التغافل عن تصرف خاطئ هو أحيانا الحل.

التجاهل هو طريقنا المثالي لتحقيق السلام النفسي المطلوب فلنصنع واحتنا بأنفسنا.. ونتغافل ولنجعل تجاهلنا رسالة ود واحترام وليست دلالة اهمال وازدراء.

حضرتني الآن رسالة مي زياده للعقاد حينما قالت له لماذا لا تكتب لي ( انتِ) بكسر التاء وتكتب لي ( انتي ) بالياء؟؟
فاجابها يعز عليا كسرك حتى في اللغه…♡
ما احلى لغة الاهتمام اذا كانت لمن يستحق ومااحوجنا إلى تجاهل من أساءوا الأدب وغلب طينهم ماؤهم فصاروا حجرا

فليس الغبي بسيدٍ في قومه
لكن سيد قومه المتغابي
هذا ما قاله ابو تمام واصفا سيد قومه المتغابي الذي يتجاوز عن الأخطاء بسلوك تكتيكي عظيم وهو أحد عناصر خطط إدارة سلوكيات التحدي…كأن يتغابى لكي يصل إلى مطلبه ويفوز بسيادته عن جداره !!!
فكم صادفنا يوما شخصاً كان ينطق بكل جميل فترك أثرا ونكهه كنكهة التفاح ، وصادفنا آخر لا يستحق أدنى اهتمام. فحق عليه قول فيكتور هوجو ( أحياناً يكون التجاهل درساً مفيداً لتعليم بعض البشر آداب الحديث) فكان العلاج لاكثرهم الآن…
فكم سمعنا نُباحاً ولم نستدر لنرى مصدره ..
حقاً لم يُخطئ فيلسوف بريطانيا وشاعرها حينما انشد بجمال عبارته الشهيره : التجاهل وقت الغضب ذكاء
ووقت المصاعب إصرار
ووقت النصيحه غرور…..
اذاً هَلمُوا بنا نشرب جميعا كأس التغافل حتى الثماله ثم نكسره على رؤوس الأغبياء..😉

ولا تنسى!!
ان التجاهل اذا جاء من نفسٍ راقيه وواثقه فأنه يدعوا الى التقارب بين الناس ويُزيل الخلافات لأنك تتغافل لتستمر وتدوم علاقتك بالآخرين ..
وهنا تكمن مكارم الأخلاق.

وتذكر!!
ان مابين السماء والارض آهات عالقه ومشاعر مزدحمة لأشخاص أخطأوا وآخرون تجاوزوا عن أخطائهم وبعضهم تغافلوا والبعض الآخر لم ينسى ، وبين هؤلاء وهؤلاء سقطت علاقات وبُنيت جدران وزاد طولها حتى وصلت إلى عَنانِ السماء…
ولأننا في الأرض ولسنا في السماء وفي الدنيا ولسنا في الجنه ولأننا نمارس سنة التدافع التي فطر الله الناس عليها…ولأننا بشر ولسنا معصومين من الأخطاء فكل خطأ جائز الغفران والتخطي بل والتجاوز الّا ان يكون هذا الشخص مؤذياً مربكاً لجهازنا العصبي
فكيف به يسقي إناؤه الفارغ زرعا!!!!!
واعلم أن بعض الكلمات قبور وبعضها قصور وما بين هذا وذاك قلوبٌ مولوده وأخرى مفقوده…..
فلم يعد الألم مُحتمل وزاد وفاض وطالب بالرحيل….

إرحل فلم تعد حياتنا مريحه فالأصل في العلاقات الراحه ومن لم يستطع فليبتعد ليترك ساحته للملاذ الآمن…

الانتقام الراقي.

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. First of all I want to say terrific blog! I had a quick question which I’d like to ask if you do not mind. I was interested to find out how you center yourself and clear your thoughts before writing. I have had a difficult time clearing my mind in getting my thoughts out there. I do enjoy writing but it just seems like the first 10 to 15 minutes are usually lost simply just trying to figure out how to begin. Any suggestions or tips? Appreciate it!|

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى