الانكسار ولحظاته المؤلمة……بقلم اسلام العيوطي
قصة واقعية 《الانكسار ولحظاته المؤلمة》بقلم الكاتبة / اسلام العيوطي
————————————————————————-
وفى أثناء إمتحانات الشهادة الثانوية العامة شاءت الأقدار أن أرى هذه القصة بنفسي نظرًا لطبيعة عملي آنذاك ؛ فكانت طالبة تستقل إحدى وسائل النقل العامة قادمة من منزلها قاصدة لجنة الامتحان وحال الوصول المحطة وأثناء نزولها قبل التوقف التام للمركبة سقطت أسفلها مطروحة على ظهرها أرضا أدى ذلك بدوره إلى طرح قدميها أسفل عجلات المركبة مما أدى إلى إنفصال قدميها من أسفل الركبة عن جسدها والفاحص يعلم أن الإنسان فى وقت الحادث لم يشعر بإصابته إلا بعد فترة وجيزة من الزمن ؛ فسمعت هذه الفتاة أحد الأشخاص يتحدث فى الهاتف لطلب عربة الإسعاف لها ، فقامت بالنداء وأشارة لي وقالت :- تخيلوا ماذا قالت هذه الفتاة وهى فى هذه الحالة لقد طلبت مني أن نحملها إلى لجنة الامتحان وهى لا تريد الذهاب إلى المستشفى .
أجل لم نستطع إخبارها بما حدث لها فقد كانت عيناها ممتلئتين بالأمل بأن تصل إلى لجنة إمتحانها لتحصد أعلى الدرجات . فنظرت إليها وغرورقت عيناى وحاولت أن أستعيد نفسي كي أجيبها فقلت لها سوف تذهبين إلى الامتحان وسوف تنجحين بإذن الله فرددت خلفي بإذن الله .
ثم بعد ذلك نقلت إلى المستشفى وبدأت تشعر بالألم وما إن علمت ما حدث لها حتى غابت عن الوعي فى حالة إغماء متأثرة بإصابتها ، يا لها لحظة موجعه لحظة انكسارها بعدما علمت ما حدث لها ؛ وبعد أن فاقت من الإغماء بدأت تحدق بعينيها فى الغرفة تنظر إلى من حولها وعيناها تسأل الف سؤال لكنها لم تنبس ببنتِ شفةِِ : أنعقد لسانها عن الكلام !
لكن شيئا ما كان يدور بذهنها ؛ تتسائل فى صمت
هل هذا الحادث سيحول بيني وبين تحقيق أملي المنشود ؟ هل أصبحت عاجزة أن أقف من جديد ؟
هل سيكون الكرسي المتحرك سبيلي للتنقل عوضا عن قدمي؟
تحجرت الدموع فى المآقي ونظرات الألم أقوى من أي دمع أو كلام …. وبعد مرور وقت الصدمة وبين مرقد الألم وسطوة الفقد والعدم
فقد وقع ما لم يكن بالحسبان ؛ ولا يجدي الندم فى هذا المقام ولا تنفع الحيطة والحذر ،
إن الأمر جدُّ خطير ؛ ومن الصعب الوقوف حتى على چُل جوانبه ؛ فالظلام كان دامسًا ؛ والليل حالكًا ؛ والأشواك كانت متعنتة فى الأوجاع ؛ لكن هيهات هيهات لمن تمسك بأمر الله ومراده …
فقررت الفتاة أن تستجمع كل طاقتها الإيجابية فى الإصرار
على تحقيق الهدف المنشود فلم تنل من عزيمتها تلك الإصابة بل قررت أن تواجه مصيرها بالإيمان بالله والمثابرة مهما كانت التحديات والصعوبات التى ستعترض طريقها فلديها سلاح للمواجهة هو الإيمان والعزيمة والإرادة والإصرار ليكون الدافع أقوى لتحقيق المستحيل
قررت الفتاة استكمال الامتحان عن طريق عمل لجنة خاصة نظرًا لظروفها الصحية وبالفعل كانت تؤدي الإمتحان بالمشفى حتى أنتهت الامتحانات ومكثت تنتظر لحظة الحصاد يوم النتيجة يا له من يوم عصيب لم تكف عن الدعاء وعيناها ممتلئتان بالدموع والأمل فى حصد أعلى الدرجات ؛ دق جرس الهاتف وإذا إحدى صديقتها تخبرها بأنها من الطالبات الأوائل على المدرسة ؛ يا لها من فرحة عارمة ملأت جميع جوانحها بينما على شفتيها ظهر ومض إبتسامة لم تكتمل ولكن صديقتها المقربة أكملت لها الابتسامة ومدت لها يد العون وها هو الحلم التى باتت تحلم به أوشك أن يكتمل ويلامس صدر السماء فقالت لها سندخل نفس الكلية ونسكن سويا ولن أفارقك أبدًا ما حييت ، شعرت الفتاة بأن الفرصة سنحت حتى يتسنى لها تحقيق الحلم ليصبح جسر تعبره لواقعًا ملموسًا وتتغلب على ما أعتراها من صعوبات فى الحياة لتجعل من الانكسار انتصار ومن الألم أمل فى غدِِ مشرق بإذن الله .