البرجميك بقلم / عبده مرقص عبد الملاك سلامة
البرجميك
بقلم / عبده مرقص عبد الملاك سلامة
واحد بلدياتنا سئم من الحياة فى بلدته نظراً لنوعية الطعام الذى يتناوله فى تلك البلدة ,و يشاء الحظ أن يسافر من بلدته الى مدينة كبيرة فإنبهر بمظاهر الحياة من سيارات و مبان و محلات و مطاعم و مقاه فخمة ,
أثناء تجواله فى شوارع المدينة ,أحس بالجوع فدخل أحد المطاعم لتناول الغداء ,و لما جلس ,أتاه (الجرسون ) يستفسر عما يطلب فسأله عما يقدمون من أطباق شهية فأستعرض الجرسون قائمة أطباق من بينها ( البرجميك ) فراق له و إستحوذ على تفكيره كيف يكون هذا الطعام فطلب طبقاً منه ,فلما أتاه الجرسون بالطعام ووضعه أمامه , إستغرب صاحبنا و قال له :” ألم تسمعنى يا هذا عندما طلبت منك أن تأتيتينى بطبق برجميك؟” فأجابه الرجل ” بلى ,قد سمعتك و أتيتك بما طلبت .” فقال له الرجل ” لو سمحت أريد مدير المطعم ” والذى لاحظ طول الحوار بينهما فأتى ليستطلع جلية الأمر و سأل صاحبنا عما إذا كان هناك ما لم يعجبه من خدمة و لا طعام ,فقال له:إننى طلبت طبقاً من البرجميك و الجرسون إستغفلنى و أتانى بطبق عدس ” فضحك مدير المطعم و قال” ما البرجميك هو العدس ” و أيد ذلك القول العديد من رواد المطعم ,فصرخ صاحبنا ( يا عالم ,يا هوه ,هو أنا أهرب من العدس فى بلدنا و لما آجى هنا ألاقيه برجميك …..
لقد كان لهذا الرجل عذره فتغيير الأسماء جعله يقع فيما وقع فيه ,
و لكن أن يختلط الأمر على مسئول كبير ,مسئول عن المناهج بوزارة التربية و التعليم فلا يفرق بين العدس و البرجميك ,فتلك مأساة
لقد ساءنى أن يخرج علينا هذا المسئول بتصريح مفاده كالأتى :
كشف رئيس الإدارة المركزية للمناهج ،بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى ، تدريس مادة الكيمياء لطلبة الصف الخامس ،،في الفصل الدراسي الثاني.وقال أن تدريس مادة الكيمياء ، لطلبة الصف الخامس في الفصل الثاني غير صحيح ، لأن دراسة الكيمياء والفيزياء ،والأحياء والعلوم والتكنولوجيا ، لطلبة الثانوية العامة فقط ، موضحًا أن الوزارة تعمل على ،تطوير مناهج لرفع مستوى الطلاب.وأشار إلى أن طلاب الصف الخامس ،يدرسون مادة علوم متكاملة ، بما يتناسب مع أعمارهم ، مشيراً إلى أن مركز تطوير المناهج ، يتخذ خطوات ثابتة في تطوير المناهج للمراحل التعليمية المختلفة ، للارتقاء بالمستوى التعليمي لطلابنا.
و السؤال
ما هو الفرق بين مادة العلوم التى يدرسها أبناؤنا بالمرحلة الإبتدائية و ( الكيمياء و الفيزياء و الأحياء و النبات ) التى يدرسونها بالمرحلة الثانوية
لقد درسنا بالمرحلة الإبتدائية مادة العلوم بأقسامها ( كيمياء -فيزياء و أحياء ) و مازال أبناؤنا يدرسونها و لكن بدون خلط فى المسميات ,كما إن كتاب العلوم بالمرحلة الإعدادية يحتوى على الفروع الثلاث
فنحن درسنا التغيرات الطبيعية و الكيميائة للمادة و التفاعلات و الكهربية و الاحماض و القلويات و البناء الضوئى و الغازات و النمو فى النبات و أجهزة جسم الإنسان ووظائفها و الأمراض و الجاذبية و غيرها ,نعم ,كان كل هذا و غيره بين دفتى كتاب ( العلوم )
لذا كان من الأحرى أن يصرح أستاذنا الكبير بإن ما يدرسه أبناؤنا بالمرحلة الإبتدائية فى مادة العلوم هو مقتطفات من فروع العلوم تميهداً للمرحلة التى تليها
و هذا ينطبق على كل المواد
ففى اللغة الإنجليزية و العربية يتم تدريس الصوتيات بالصف الأول الإبتدائى و عدد مقاطع الكلمة و الاصوات الساكنة و المتحركة بها , و الغريب إننى بعد هذا العمر أتعلم من كتاب القراءة ( عربى ) و أكتشف إننا كنا ننطق بعض الكلمات المتدوالة فى حياتنا اليومية خطأ على سبيل المثال (المشمش ) بضم الميم الأولى و الثانية و كذلك كلمة ( مقص ) بكسر الميم ,و إحتواء الكتاب على مفردات مثل إخطبوط و غيرها ,
لماذا لا تبدأ العملية التعليمية من حيث إنتهى التلميذ و خاصة فى اللغة العربية بإستخدام مفردات مألوفة و متداولة بطريقة صحيحة فى الأسرة , تخيل لو أن لديك أبن أو حفيد و أردت أن تراجع معه و تقول له كما تعودت ( مشمش ) بكسر الميم الإولى و الثانية و يرد عليك ( مشمش ) بضم الميمين و كذلك مقص تنطقها كما تعودت بفتح الميم و يرد عليك إنها ( مقص ) بكسر الميم
هل هذه فذلكة لغوية أم قلة مفردات
يا سادة
الكيف و ليس الكم
المعنى و ليس المفردات
السهل فالأصعب
هكذا تسير الأمور
وفقنا الله و إياكم لما فيه خير بلدنا و أبنائنا
تحياتى
عبده مرقص عبد الملاك