المقال

التراث العربي هوية و شرف بقلم “لينة دليلي”📝

 

يعتبر التراث الهوية الثقافية التي تقوم عليها الأمم و الحضارات و تعتز بها على اختلافها حيث تتميز كل أمة بتراثها الخاص الذي تقوي به كيانها وتضمن به استمرارها, فالتراث هو كل ما وصلنا و ما ورثته و خلفته لنا الأجيال السابقة من علوم و معارف , عادات و تقاليد في مختلف المجالات و الميادين لكي نستقي منه الخبرات و نتخذ العبرة من الأمم السابقة . أما التراث العربي فهو كل ما خلفه السابقون بلغة عربية صريحة بغض النظر عن دين جنس و انتماء كاتبه ،فماذا يشمل التراث العربي و ما هي أهميته؟ و ماهي طرق أو كيفية حماية التراث؟
عند الغوص في مفهوم التراث نجده يتسع إلى أنواع مختلفة من الموروثات فمنها المعنوية و التي تتمثل في الأخلاق, الأفكار العادات و التقاليد و منها المادية و التي تشمل الآثار القديمة من نقوش و رسومات و فنون و أدوات قتالية،و يتغير التراث باختلاف القوميات و العصور ،ويشمل التراث أيضا:
.1التاریخ: بفتراته المختلفة كالجاهلية ثم الإسلام.
.2الثقافة المادیة : وهي الإنتاجيات و الخبرات التي انتقلت عبر الأجيال:
المباني والمساكن ,أماكن العبادة كالمسجد صنع الملابس و الزراعة وتربیة الحیوانات و الصيد مع إعداد الطعام و تخزين الأغذية…
.3الثقافة المعنوية (غير مادية) و منها:
أ- اللغة والأدب (القصص والأمثال الشعبیة والنثر و الشعر و الألغاز)
ب- العادات والتقاليد: و هي في تجدد مستمر حسب متطلبات العصر وما يضمن استمرارها للأجيال الصاعدة (كالأفراح و الأعراس و حفلات الختان و الأغاني )
ج- الدين (أركان الإسلام و الإیمان والأماكن المقدسة )
د- الفنون الشعبية(الأغاني و موسیقى المیلاد ,الأفراح ,موسیقى الرقص.,موسیقى المدائح والأناشید وفن الألعاب الشعبیة (الفروسیة والمبارزة) إضافة إلى الفنون التشكیلیة والأشغال الیدویة (النسيج والخشب ,صنع الفخار النقش والخزف الأزیاء بأنماطھا المتنوعة حسب المناطق الحلي وأدوات التجميل و الأثاث والأواني إضافة إلى الوشم والرسم) .
هـ – المعتقدات (الأولياء الصالحين, الأحلام, الطب الشعبي أو ما يسمى بالتداوي بالأعشاب)
عند البحث في التراث العربي سنصادف حتما التراث الإسلامي الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ منه ولا يختلف مفهوم التراث الإسلامي عن العربي إنما يزيد بذلك بارتباطه الوثيق مع كل ما له علاقة بالإسلام من القرآن و السنة النبوية ويشمل أيضا كل ما خلفه العلماء المسلمون و الفقهاء من مؤلفات في شتى الميادين و بمختلف اللغات عبر التاريخ.
يختلف التراث بأقسامه أيضا ،منه الثقافي و منه ما يصنف في التراث الطبيعي.
التراث الثقافي: و يشمل كل ما خلفه السابقون من إنجازات هامة و بارزة تعكس البيئة المعاشة آنذاك.
*المعالم و المناطق الأثرية كالكهوف و المغارات التي تتميز بنقوش و رسومات فنية.
*المواقع الأثرية التي شيدها الإنسان و تتميز بمكانة تاريخية و قيمة حضارية كالمسارح.
*المباني و تعتبر أيضا من صنع الإنسان كالأهرامات.
التراث الطبيعي:
*معالم فيزيائية و بيولوجية : و تتمتع بقيمة جمالية و علمية هامة.
*معالم جيولوجية و فسيوغرافية: وتتمثل في المناطق التي تعتبر موطنا للعديد من النباتات و الحيوانات المهددة بالانقراض.
*المناطق الطبيعية: مناطق من إعجاز الخالق في الكون ذات طبيعة و جمال خلاب.
إن التراث العربي أصيل و له أهمية كبيرة فهو شرف للأمة العربية و الإسلامية, حيث أن الاهتمام بالتراث هدف في الكثير من المجالات البيئية الثقافية الاجتماعية و غيرها, و تتمثل أهمية التراث في:
1- يعد رمزا من رموز الهوية الإنسانية للشعوب (فبمجرد تحريفه يؤدي إلى التفكك و الصراع داخل الأمة الواحدة و بهذا تندمج في تيارات و ثقافات أخرى كما يحدث الآن للمسلمين)
2- يساهم في نشر الوعي و الثقافة كما يقوي الروابط بين الماضي و الحاضر وصنع المستقبل حيث يسمو بالأمة إلى مكانة مرموقة.
3- يساعد على إنعاش الاقتصاد الوطني و تعزيز التنمية الاقتصادية و الاجتماعية.
4- ارتفاع نسبة التنمية و الخبرات التدريبية و تداول النقد الأجنبي.
5- ينشط القطاع السياحي مما يجلب مداخيل للدولة.
6- زيادة التماسك و التعاون في المجتمع و الحفاظ على السلام.
7- تعزيز الثقة و الثقافة المشتركة.
أدرجته منظمة اليونسكو من بين اهتماماتها و شجعت الباحثين من مختلف المناطق للتأريخ و استكشاف التراث المدفون كما أنها قامت بتوقيع معاهدات و اتفاقيات الدولية ووضعها لدستور عالمي على المحافظة على التراث العالمي وحمايته من الإندثار كما ألزم جميع الدول الموقعة على هذا الدستور بضرورة تطبيق هذا الاتفاق إضافة إلى ضرورة مشاركة وتعاون المجتمع الدولي من أجل حماية التراث الطبيعي والثقافي من خلال الأساليب العلمية عصرية.
مما شجع على حماية التراث من الدمار و الزوال و خصوصا في الآونة الأخيرة فعملية حماية التراث و نقله للأجيال القادمة صعبة فتحريفه من أكثر و أبرز الأخطار التي تواجهه و ذلك نتيجة للغزو الثقافي و إحلال الثقافة الغربية بدل الثقافة العربية و الإسلامية حيث تعاونت الدول العربية أيضا فيما بينها من أجل حماية التراث و من عدة جوانب منها البيئية الاجتماعية و الثقافية. وفي ما يلي بعض الطرق أو حلول تساهم في حماية التراث العربي و العالمي من الاندثار:
1- توظيف الدولة للموارد و تقديمها للمساعدات التقنية و الفنية التي تساهم في الحفاظ على التراث.
2- توظيف التراث في المجتمع و منحه أهميته الكاملة بالإضافة إلى تخصيص مؤسسات أو جمعيات لهذا الغرض.
3-القيام برحلات و زيارات ميدانية لمواقع أثرية و تاريخية في مختلف البلدان.
4-إقامة نشاطات و فعاليات تساهم لتعريف التراث والترويج له.
5-رفع قيم الحرفين و نشر الحرف التقليدية من جديد كصنع الفخار والحلي.
6-فتح و رشات عمل بغية تعليم التراث و حمايته من الضياع.
7-وضع خطط قانونية وعلمية ومالية وإدارية تخدم حماية التراث والحفاظ عليه و نقله من جيل لآخر.
و أخيرا وجب علينا أن نؤمن بكون التراث هوية و أصل نعتز به و نحمله معنا في أرواحنا و قلوبنا لأجل الحماية الحقيقية لتراثنا العريق.
التراث هو ما يرافق كل أمة من ماديات و معنويات عبر الأجيال فالتراث يمثل هوية للماضي و زاد يبنى به المستقبل، و يعد من ركائز الأمة و يبلغ أهمية كبيرة جدا في بناء الحضارة الراقية ولهذا وجب علينا كأشخاص أو هيئات و مؤسسات حماية التراث الذي خلده أجدادنا و الأسلاف السابقين، و نقله للأجيال الصاعدة بأحسن صور دون أي تحريف.

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى