إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق
الثانية عشر ليلاً بتوقيتِ عينيها بقلم: “بسام أحمد العبدالله”
(الثانية عشر ليلاً
بتوقيتِ عينيها)
في فمِ الصحراءِ
حكايةٌ أخرى
دَمْعَةٌ تَتَآكل فِي شَفَةِ الرَّمْلِ
مازلتُ أمشي باحثاً
عن وطنٍ جديدٍ
وفانوسِ البوحِ
في فمي قد انكسراَ
وظلُّ حبيبتي غادرَ
مع الريحِ إلى
وطنٍ أخر
تعطّلتْ بوصلةَ
قلبي
أضعتُ مسارَ
رحيلها
سألتُ الرّيح عنها
فلمْ أسمعُ إلّا
صفيرها الحزينُ
سألتُ فراشةَ الوقتِ
عنها
قالتْ:
أتعبني
صوتُ أنينها
فتعطّلت عقاربي
فجأةً
جاءني حدسٌ
سماويٌّ
وبدأتُ أقشّرهُ
بكفِّ المسافاتِ
ولمْ أجدُ لي
سفراً
بقيتُ وحيداً
كحقلٍ جافٍ
ينتظرُ
رحلةَ البرقِ و
المطرِ
فخيم
هذا الليلُ
الموحشُ
وأنا
لوحدي
نظرتُ
إلى السماءِ
أعدُّ النجومَ
لكي آكل الوقتَ
فأصبحت الساعه
الثانيةَ عشرَ بتوقيتِ
عينيها
وأنا انتظرُ فاكهةَ الصبرِ
أن تنضجَ
فبدأ صفيرُ الريحِ
يشتدُّ
وأنا
في هذا الخريفِ
اليتيمِ
فإذا ببساطُ
سليمانَ
جاءني
بلهفةٍ
فشهقةُ شهقةً
ملأتْ أضلاعي
فصعدتُ
وأنا في الأفقَ
أبحثُ عن ظلّها
فرماني
في المدينةِ
الفاضلةِ
رأيتُ هناكَ
نازكَ
الملائكةُ
قالت
إنّها
في جهةِ الشرقَ
في بلادِ الحنينِ
حيثُ تغمركما
قطراتُ الندى
وأفواجُ العاشقينَ
هيا أذهبْ
و
أحتضنْ
طيورَ
الليلِ
قلتُ
تآكلت
على شفاهِ
هذا الليلُ تساؤلٍ
على شرفةِ الأحلامِ
هل يصطادُ
لي قمري من جديدِ
قالت أذهبْ ولا تسلْ
فذهبتُ
فإذا
إنّي
أرى ظلّها
من ذلكَ البلّور
المعكوسِ
في قلبي
فضمتها وقلتُ
الآن ارتوتْ مرآتي
وجدتُ
إنسانيتي
المفقودةَ
في بلاد.الغربةِ
(بسام أحمد العبدالله)